وولي نيابة الحكم بحلب عن شيخنا المؤرخ. وقرأت عليه بحلب بعض شرح (منهاج الأصول) . وكان والدي وشيخنا يعظمانه. وكان أثرى ببلده وكثرت أولاده فمات الجميع في حياته فكان يبكي عليهم. ويذكر قول أبي ذؤيب:
أودى بني ... «١» لهواهم ... ... «٢» ولكل جنب مصرع
ثم توفي ولد ولده وكان شحيحا مع كثرة ماله وكان من أولاده شخص يقال له محمد كان ذكيا حفظ محافيظ وعرضها على والدي رحمهم الله تعالى.
وفي شهر ربيع الأول اجتمع العامة على شرف الدين يعقوب المالكي «٣» قاضي المالكية بحلب، وأخرجوه من المدرسة الشادبختية الحنفية وأخذوه إلى تحت القلعة مجرجرا، فرجموه، وأرادوا قتله وأراد بعضهم إلقاءه في الخندق وسبب ذلك ما تقدم منه من أخذ الرشا ونصر الباطل وعند إقامة الحق وأكل أموال الناس. ومن جملة ما قاموا عليه بسببه أن شخصا قتل آخر. فقامت البينة عنده على ذلك فقال لا أقتله حتى آخذ كذا وكذا. ثم إن يعقوب المذكور من بين العوام الذين جاؤوا إلى دار بني الشحنة فأحجم الناس عنه فمكث هناك غير مبال بما اتفق له. وكان سيء الخلق قبيح الشكالة، لا نورانية عليه كما قال الشاعر:
يأتيك في ثوب من التطليس ... يروي حديث الخزي عن إبليس
وفي هذا الشهر جد شاهين نائب القلعة «٤» في عداوة الفقهاء وتتبع عثراتهم والنظر إلى ما في أيديهم من الوظائف. وكان قد أحضر مرسوما بالنظر على الأوقاف ودار على المدارس، وصار الشخص يخرج إليه بكتاب الوقف فلا يلتفت إليه ولا يقرؤه