كان أبوه شاهدا فشغله بالعلم وأخذ الفقه عن شمس الدين البرقاوي «١» واشتهر بالفضل وفوض إليه ابن المحمرة تدريس الشيخونية لما انتقل إلى القدس مدرسا بالصلاحية فمات ابن المحمرة فاستقل بها ثم ولي قضاء الشام مرض فرجع إلى القاهرة فسعى في تدريس الصلاحية بجوار الشافعي فتركها شيخنا أبو الفضل ابن حجر له اختيارا فباشرها. سنة ونيفا/ (٣٢ و) م.
ومولده في شعبان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.
وفي بعد العصر نهار الجمعة سادس عشر جمادى الأول توفي الشيخ العالم علاء الدين أبو الحسن علي سبط ابن الوردي «٢» ودفن بمقابر الصالحين وكان أعمى حصل ذلك وهو كبير وبينه وبين شيخنا المؤرخ ما بين الأقران. وكان فقيها أصوليا من أذكياء العالم درس بالصاحبية وانتفع الناس به ويستحضر كثيرا من التاريخ وأخبار حلب. ومجالسته حسنة، وله عقل ينتفع برأيه.
وكنت إذا قرأت البخاري بالجامع يحضر عندي وكذلك إذا قرأته ببيت القاضي الحنفي ابن الشحنة يحضر عندي يسمع قراءتي. وكان يدرس (البهجة) لجده وكان أولا يميل إلى التاج ابن الكركي. ثم رجع عن ذلك ولازم والدي كثيرا.
وفي شهر رجب توفي شيخنا العلامة علاء الدين بن مكتوم العشائري الرحبي الشافعي «٣» بالدير. قدم من الرحبة إلى الشام فنشأ بها وقرأ على الرحبي وحفظ ثلث الترمذي وحفظ (التمييز) و (الألفية) و (مختصر ابن الحاجب الأصلي) .
وكان ذكيا إلى غاية فقيها، أصوليا، يستحضر كثيرا من أشعار العرب وأيامها.