فإنها قد خرجت من يديك فسأل «١» عن سبب ذلك فقال: اتفق كافل حلب الحمزاوي مع القضاة والفقهاء على إنزال شاهين نائبك في دعوى. وأضمروا أنه صار عندهم أمسكوه وسلموا القلعة للحمزاوي. فلما لم ينزل عمدوا، ورجموا الخندق وملؤوه حجارة، فغضب السلطان وعزل الحمزاوي والقاضي ابن مفلح في ربيع الآخر وأمر بإحضار الحمزاوي والفقهاء إلى مصر فخرج ابن مفلح إلى الشام ووصل إليها.
وذهب الحمزاوي إلى مصر ثم أعيد ابن مفلح عن قرب إلى حلب.
فلما سمع القاضي بإرسال شاهين قاصده إلى مصر أرسلوا قاصدا وعلى يده المحضر فوصل قاصد الفقهاء آخر يوم وصول قاصد شاهين فطاف بالمحضر على قضاة مصر وسمع فقهاء مصر بما رسم به السلطان فاجتمعوا عند قبر الإمام محمد بن إدريس الشافعي واستغاثوا به فسمع السلطان بذلك فطلب السلطان القضاة بمصر بكرة النهار وسألهم عن القضية فقال القاضي المالكي: إن اتصل بي المحضر ضربت عنق شاهين وفي غضون ذلك أرسل ابن فرعون إلى القاهرة فاستفسر عن الشهادة فقال: أنا ما شاهدت إلا أنه استجار المضروب بالنبي صلى الله عليه وسلم فأدام الضرب عليه وكان من أكبر القائمين على الفقهاء جاني بك المحمودي.
وفي نهار السبت حادي عشر ربيع الآخر دخل شيخنا سراج الدين الحمصي إلى حلب قاضيا وتلقاه كافل حلب إلى ظاهرها والقضاة والأمراء ولبس تشريفه بدار العدل.
وفي رابع عشري جمادى الأول قدم قانباي البهلوان «٢» من حماة نائبا عوضا عن الحمزاوي. ثم في يوم الخميس ثاني رمضان حضر من السلطان الأمير تغري ورمش