- نائب القلعة- والشيخ بدر الدين محمود وابن/ (٣٧ و) م عبيد الله الحنفي ليتعرفا حقيقة الأمر؛ وكان السلطان قد أرسلهما لذلك فدارا على مدارس الفقهاء واستكشفا حقيقة الأمر في الباطن ثم إن تغري ورمش رحل عن حلب قاصدا أدنة بسبب الكشف على عمر بن رمضان فإنه قيل عنه إنه تزوج أكثر من أربع نسوة ونسبا إليه ظلما كثيرا. فوصل إلى طرطوس فكشف الأمر. ثم رجع إلى حلب فلما وصل إليها أظهر الحط «١» على الفقهاء والانتصار لشاهين ونقض المحضر المتقدم.
وكان الحمصي قد قدم إلى حلب بعد الثبوت فاستفتاه شاهين فأفتاه بما يقتضي عدم تكفيره، فوقع بينه وبين ابن عبد الله في قضية أراد كل منها رشوة. وتعصب الحمصي مع الفقهاء فغضب منه تغري ورمش فلما سافر تغري ورمش أرسل له هدية فردها فقال الحمصي هذا غير عاقل كان أخذ الهدية وفعل ما أراد.
رجع: فأعيد المجلس بدار العدل وأعادوا البينة فضرب القاضي المالكي الكركي لأنه قيل له: أنت شهدت عليه في تاريخ كذا فلم أخرت شهادتك. فقال: أعرف أن الحق في ذلك الوقت لا يقام ثم عمل ابن عبيد الله المذكور محضرا بضد المحضر الأول وأخذ هو وتغري ورمش من الفقهاء تسفيرا قريبا من عشرين ألف درهم وصارا يقبضان الدراهم بالصيرفي ورجعنا إلى مصر. وهذا تغري ورمش اجتمعت به بحلب فرأيته يستحضر شيئا من التاريخ وأسماء الرجال، وكان كريما، أكولا يتأنق في المآكل ويميل إلى المجون وأهلها. وأخبرني أنه صحب الأشرف إلى حلب وأنه قرأ على والدي وأنه قدم قبل ذلك إليها مع تاجره جلال في سنة ثمان وثمانمائة فاشتراه الظاهر جقمق ثم قدمه لأخيه جركس المصارع، ثم صار إلى الناصر ثم إلى المؤيد.
وأنشدني من نظمه لنفسه. قال نظمت ذلك عند نظري كتاب:" الإحكام في