ديركوش وسهلتها بعد صعوبتها وأقرأت البخاري في صحيفتها. وكانت تأخذ ما يتحصل من الملح فتصرفه في وجوه الطاعات وكانت حشمة كريمة. لها عقل وماتت بعد زوجها بدمشق عن أثاث كبير وبنت دارا عظيمة بدمشق، وحجت من حلب حجة عظيمة. أصرفت عليها مالا كثيرا وأحسنت للفقراء بالماء والزاد والنفقة وأحسنت لأهل مكة والمدينة- رحمها الله تعالى- وكانت لا تسمع بفقير صالح إلا وأحسنت إليه، ولا بمعروف إلا بادرت إليه، وتحسن لأهل الحبس كثيرا وتطعم الأيتام وتكسوهم، وتزوجهم، وكانت شهمة لها همة عظيمة في فعل الخير.
وفي أول رمضان حصل الخلف فثبت عند ابن مفلح أن منزلة الهلال بها غيم فأصبح يوم الثلاثاء وصام وأفطر القاضي الشافعي وصام الأربعاء. ثم بلغنا أن رمضان ثبت برؤيا يوم الثلاثاء فأرسلوا ساعيا إلى طرابلس فجاء على يده كتاب يثبت بأنه الثلاثاء. وكان قبل ذلك جاء اثنان وشهدا أن رمضان ثبت في بلاد طرسوس الثلاثاء فأثبته الحنبلي. لأن الرؤية عندهم تعم جميع البلاد، وجاء الخبر من القاهرة بأنهم صاموا الأربعاء ليلة الخميس روئ هلال شوال.
وفي يوم الأحد سابع عشري رمضان حضر صدر الدين ابن النويري من القاهرة متحفظا عليه الشكوى القاضي ضياء الدين ابن النصيبي وولديه زين الدين وشرف الدين وذلك لأنه لما كان بحلب وقع بينه وبينهم وأخذ ابن البويري طبرا «١» ليضرب سيدي عمر بن النصيي ليلا فمسكوه وضربوه وأخذوا الطبر منه. وسبب العداوة أنه