كان زوجا لبنت القاضي ابن الشحنة فكان يدعى أن ابن الشحنة يقدم سيدي عمر ابن النصيي عليه وهو صهره أيضا. وكانت زوجة ابن النووي ماتت وزاد في مخاصمتهم وشتمهم فأنفوا من ذلك. وخرجوا إلى القاهرة شاكين للسلطان فوصلوا القاهرة ونزلوا بالبارزية ببولاق وساعدهم الكمال ابن البارزي فشكوا حالهم للسلطان فشكاهم، وأخرج ابن النويري إلى حلب في الحديد للكشف عليه فجرى الكشف بما التمس من أموال الناس. وأنزلوه بالسلطانية ومرض سيدي عمر بن النصيبي بالقاهرة مرضا أشرف به على الموت ثم عوفي لله الحمد، ثم خلع على القاضي ضياء الدين وولديه بحضرة السلطان خلع السفر وطلعوا من القاهرة كتب الله سلامتهم.
وفي يوم الاثنين أدخلوا ابن النويري دار العدل وفي عنقه الغل وقرأ المرسوم الشريف ونودي عليه بالكشف من التمس له شيئا فليحضر فجاء الناس من كل فج يطالبونه واستمر في جامع الناصري في الترسيم. ثم في يوم الخميس ثامن شوال أحضر إلى دار العدل ووقف بين يدي الكافل وادعى عليه الناس بما التمس فصار ينكر. ثم يوم الجمعة بعد الصلاة ادعى الناس وكثر الصياح عليه، وهو مع ذلك لا يتغير ولا يرعوي، ثم أسرع في مصالحة غرمائه. واستمر في الترسيم إلى نهار السبت خامس عشر ربيع الأول سنة ثلاث فأنزل من القلعة للإسهال الذي حصل له إلى السجن في المدينة فأقام بالسجن والإسهال زايد عليه وقاء «١» دما فاشتهى خيارا فجاؤوا له من السجن فلوسا واشترى له خيار بها وهو ملقى على باب السجن في أسوأ حال والناس يأتون أفواجا ينظرون إليه للاعتبار إلى ثالث عشري الشهر المذكور فتوفي أول النهار بالسجن فأخرجوه إلى المارستان الجديد فغسلوه هناك وصلى عليه بالجامع الكبير ثم دفن خارج مقام الأنصاري ورق الناس عليه لغربته وذلته بعد عزه.