وفي يوم عيد الفطر توفي الشيخ أبو بكر الكردي الشافعي قدم حلب وسكن بحارة التركمان وأقرأ أولاد الناس بمكتب ابن الزين ولازم والدي وقرأ عليه كثيرا وحفظ قطعة من (الحاوي الصغير) وكان فرضيا. ويعرف النحو والقرآن، متعففا قليل الكلام، مواظبا على تلاوة القرآن، ودرس بجامع حلب نيابة عن أولاد الشيخ علي ابن الوردي.
وفي يوم السبت ثالث شوال ورد كتاب القاضي ضياء الدين بن النصيبي إلى القاضي محب الدين ابن الشحنة إلى حلب يخبره بأن صلاح الدين ابن السابق ... «١»
عند خروجه من دمشق قاصدا التوجه إلى حلب في القابون «٢» ، وقد رجع من مصر من الشكوى على ابن النويري أنه ورد كتاب الكمالي ابن البارزي يخبر بتولية شمس الدين محمد سبط الوجيه وعزل ابن الخرزي ووصل الكتاب إلى ابن السابق في خامس عشري رمضان فأعلمناه ذلك.
وفي رابع عشر شوال وصل إلى خان طومان القاضي ضياء الدين ووالده وسيدي عمر في محفة لتوعكه، وخرج لتلقيهم القاضي الحنفي وولده الأثيري وغالب الناس إلى الخان المذكور، وأصبح بكرة النهار دخلوا إلى حلب وخرج الكافل لتلقيهم إلى جسر الأنصاري ودخلوا إلى دار العدل وعليهم خلع. وقرأ المرسوم الشريف فيه غاية التعظيم والإكرام وأن سيدي عمر ولي قضاء العسكر وسيدي أبو بكر إفتاء دار العدل ولبس كل منهما تشريفا بطريقته كعادة القضاة، وحضروا إلى منزلهم وصحبتهم القضاة، وأركان الدولة وكان يوما مشهودا.