إلهي لك الحمد الذي أنت أهله ... على نصره جاءت من الحكم العدل
تقطعت الأوصال في كل ظالم ... وسربها أهل المعارف لا الجهل
وأخبرني أنه أنشد من نظمه للكمال البارزي:
أيا مليك العصر يا ظاهرا ... مؤيدا من حاكم عادل
كيف يولي جاهل جائر ... يهدم دار العدل بالباطل
وأن الكمال بن البارزي أنشدهما للمقام الشريف وأنه استحسن ذلك.
وفي يوم الأحد ثامن عشر شوال ورد مثال السلطان بولاية ابن الرحبية القضاء وكتابه. وفيه أنه ولي في خامس عشر رمضان وخرج ابن الخرزي إلى حماة يوم الخميس تاسع عشري شوال.
وفي يوم الاثنين رابع القعدة عمد رعاع أهل البيرة إلى قاضيهم زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الشافعي سبط الشيخ محمد بن الحداد البيري، فقتلوه قتلة منكرة. وكان قبل ذلك متكلما عليهم من جهة نائبها علّان وأساء السيرة فيهم فلما عزل علان خاف عليه من القتل فكاتب في أمره نائب حلب فأرسل جماعة من عسكر حلب إلى البيرة على أيديهم مرسوم الكافل أن يحضر في دعوى إلى حلب فأنزلوه من القلعة خوفا من القتل فحضر إلى حلب ثم سافر إلى القاهرة ووليّ قضاء البيرة، ودخل حلب وعلّم على توقيعه. وأخذ مرسوم الكافل الحمزاوي إلى نائب البيرة بالوصية به فاجتمعت به بحلب وحذرته من الذهاب إلى البيرة فلم يسمع.
فلما وصل إلى البيرة ولبس تشريفه وذلك يوم الاثنين المذكور فلما دخل الليل فعلوا به ما تقدم. وأما رؤساء البيرة فإنهم كانوا قد حلفوا أنه إذا جاء عبد الرحمن إلى البيرة يرحلون منها. فرحلوا منها قبل قتله إلى بعض القرى.
وكان عبد الرحمن المذكور فاضلا ذكيا ذكاء مفرطا وله نظم ونثر وكتابة حسنة