وكتب على أرزة سوداء سورة الإخلاص. وكان في لسانه لثغة وبذلة. وفي طبعه احتقار الناس، وفيه كبر وزهو زائد، وحفظ قطعة من (الحاوي الصغير) .
وفي ليلة الأحد تاسع القعدة توفي الإمام النحوي شمس الدين محمد الملطي الحنفي وكان فاضلا في اللغة والنحو والتصريف والمعاني والبيان والأصول مستحضرا لأشعار العرب. وهو مطرح التكلف تاركا للمطالعة. وكان يجيء إلى والدي فيكرمه ويطلب من والدي تفسير ابن عبد السلام ويكثر مطالعته ويستحضر (الكشاف) وهو مسرف على نفسه. وصلي عليه بكرة النهار ودفن بالجبل الكبير. وله نظم جيد وقرأت عليه قطعة من (شرح ابن عقيل على الألفية) فكنت إذا توقعت فهمي يقول منشدا:
إذا ما تميمي أتاك مفاخرا ... فقل عد عن ذاك من أكلك للضب
اشتغل باسم الزهري.
ولما كان القاضي معين الدين سبط ابن العجمي بحلب كاتب سر مدحه فلم يعطه شيئا فأنشد:
مدحت معين الدين لا زال عاليا ... ليحصل لي منه العطاء المعجل/ (٢٠ و) م
فما انبسطت بالبشر عزة وجهه ... ولا انفتحت بالجود لي منه أنمل
فأبت بلا نفع كأوبة أمرد ... ينال فلا يعطي نوالا فيخجل
وفي يوم الأحد قدم قاضي المسلمين شمس الدين محمد بن خليل بن محمد بن حسين بن محمد بن أبي العزائم بن عبد الله بن سبط بن الوجيه إلى مقام الأنصاري وبات ثم أصبح بكرة نهار الاثنين سلخ الحجة فدخل دار العدل ولبس تشريفه بقضاء الشافعية ثم جاء إلى الجامع الأموي فقرئ توقيعه وجاء فنزل بيت الشيخ كمال الدين ابن العجمي مقابل الشرفية.