وبلغني أن أبا الجود المالكي وهو من أهل الصلاح قال: إن الخضر عليه السلام صلى عليه، وهذا على قول من قال بحياته.
وبلغني أنه أنشد قبيل وفاته في آخر أيامه:
خانني ناظري وهذا دليل ... بانتقالي من بعده عن قليل
وكذا الركب إن أرادوا رحيلا ... قدموا ضوءهم أمام الحمول
فقال إنهما لسعد بن إبراهيم الطائي الحنبلي البغدادي.
رجع: ومولد شيخنا شيخ الإسلام قاضي المسلمين أبو الفضل بن حجر كما رأيته بخطه في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ب، وأخبرني لما كان بحلب أنه قرأ البخاري على نفسه للتبرك في عشرة مجالس وكانت القراءة ما بين الظهيرة والعصر وأنه قرأ صحيح مسلم على شرف الدين محمد بن الكويك في خمسة مجالس. وكانت القراءة من بكرة/ (٢٠ ظ) م النهار إلى الظهر (المعجم الأصغر «١» ) في مجلس، وأنه قرأ ابن ماجه في عشر مجالس، وأنه أقام بدمشق مائة يوم فقرأ فيها ألف جزء حديثية تقريبا وكتب عشرة مجلدات «٢» . وأول اشتغاله بالعلم سنة سبع وثمانين وأول سماعه سنة خمس وثلاثين وطلب بنفسه سنة ثلاث وسبعين وله مصنفات ومؤلفات وولي قضاء القضاة بالقاهرة عدة مرات وعدة مناصب وتداريس وبالجملة قلّما ترى عيناي مثله.