ذات يوم بقوم يدفنون ميتا فلما انتهيت إليهم اغرورقت عيناي بالدموع فتمثلت بقول الشاعر:
يا قلب إنك من «١» أسماء مغرور ... فأذكر «٢» ، وهل ينفعك اليوم تذكير
قد بحت بالحبّ ما تخفيه من أحد ... حتى جرت لك «٣» أطلاما محاضير
فلست تدري وما تدري أعاجلها «٤» ... أدنى لرشدك «٥» أم ما فيه تأخير
فاستقدر الله خيرا، وارضينّ به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير
وبينما المرء في الأحياء مغتبطا ... فإذ هو الرمش «٦» تعلوه الأعاصير
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه ... وذو قرابته في الحيّ مسرور
فقال له الرجل: أتعرف من يقول هذه.
قلت: لا والله إلا أني أرويها منذ زمان.
فقال والذي يحلف به قائلها هو صاحبنا الذي دفناه، وأنت الغريب الذي «٧» تبكي عليه ولست تعرفه. وهذا الذي خرج من قبره أمس الناس به رحما وهو أسرهم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute