إذا ما قضاة الجهل جاروا بظلمهم ... علينا التجينا للكمال بن بارزي
كريم ومن أصل كريم ووجهه ... ضحوك لدى الحاجات بالخير بارزي
لطيفة أ:
رأيت بخط الشيخ المؤرخ المقريزي أخبرني العبد الصالح شمس الدين محمد الصوفي أنه جرب غير مرة أنه إذا وضع إناء أو شيئا مما يؤكل وحوط بأصبعه حوله شبه دائرة وقال: يا أيها «١» النمل هذا اللحم أو هذا العسل مثلا من أجرة غلام القاضي فإن النحل تأتي إلى تلك الدائرة وترجع من غير أن تصل إلى ما وضع في داخلها. ومثله إذا وضعت شيئا وأنت ماسك نفسك لا تتنفس لا يقربه نمل. انتهى. فإذا كان هذا أجرة غلام القاضي لا يقربه النمل فكيف بما يأخذه القاضي.
وفي العشر الأول من جمادى الأول اشتهرت ولاية/ (٢٣ و) م زين الدين عبد القادر بن شهاب الدين أحمد بن الرسام «٢» نظر الجيش بحلب وولاية زين الدين ابن السفاح كتابة السر بها. ووردت كتب ابن الرسام من القاهرة بخبر بذلك فلما كان نهار الجمعة ثامن الشهر المذكور ورد قاصد من القاهرة وعلى يده مرسوم بأن يؤخذ من الأثيري ابن الشحنة مبلغ فأرسل نائب القلعة خلفه يطالبه بذلك فاختفى.
فلما كان يوم الاثنين لبس تغري بردي- نائب القلعة- خلعه بنظر الجوالي عوضا عن المقر المحبي ابن الشحنة، ودخل ابن السفاح إلى دار العدل وقرأ مرسومه بنظر الجوالي من غير أن يحضر توقيعه بكتابة السر فلما كان آخر الشهر حضر قاصد المقر المحبي من القاهرة وعلى يده مثال شريف باستمرار المحبي في وظيفته قضاء الحنفية