للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحلب ونظر الجيش واستقرار ولده في كتابة السر.

ثم في يوم الجمعة آخر شهر جمادى الأولى ورد قاصد من المقر المحبي من القاهرة وعلى يده تشريف لولده الأثيري بكتابة السر فلبسه يوم السبت مستهل جمادى الآخرة. وابن الرسام المذكور كان أولا لما كان والده قاضيا بحلب نقيب والده ثم انجمع عنه فصار صوفيا ثم سافر من حلب وسعى في كتابة السر بحلب ونظر الجوالي فوليها في أيام الظاهر جقمق. وكان بينه وبنيه معرفة ما فأعطاه قرية بابلي فباشر بحرية وضبط زائد. ووقع بينه وبين القاضي ضياء الدين من الدخول لدار العدل ومباشرته كتابة الإنشاء وضاق صدر الضياء من ذلك. ثم ورد كتاب الكمال بن البارزي إلى الضياء وقرينه يقال شريف بمباشرته وظيفته على عادته، وأنه أمين السلطان فطلبه الكافل وألبسه خلعه، وباشر.

وفي سادس عشري جمادى الأول يوم الاثنين حضر إلى حلب سودون قر الخاصكي وعلى يده مرسوم لنيابة حماة لسودون المؤيدي الذي كان أميرا كبيرا بحلب. وخلعه لعلي باك بالإمرة الكبرى عوضا عن سودون. وفي يوم الخميس تاسع عشري جمادى الأول اشتكى جمعة القساسي على مكي البريدي «١» عند ابن مفلح فاعترف فأمر بحبسه فلما وصل إلى أول سوق البلاط ضربه بسكين فحمل إلى بيته ومات من ساعته فقطع كافل حلب يدي مكي فمات ثم سلخوه بعد الموت ودفن جمعة من يومه خارج باب قنسرين. وخرج قانباي البهلوان الكافل في جنازته لأجل ولده قاسم حاجب الحجاب ونائب حماة سودون. وكان جمعة رجلا مشرقيا. وولي ولايات. وفي آخر عمره انقطع ببيته وكتب كتابا (كصحيح مسلم) (وتفسير البغوي) ولم يكمله، و (الأحياء) ولم يكمله، وقتل وهو صائم. وفي يوم الجمعة

<<  <  ج: ص:  >  >>