ثالث شعبان دخل دمشق جلبان وكافل طرابلس وكافل صفد (يشبك الحمزاوي) الذي كان دوادار السلطان بحلب/ (٢٣ ظ) م وانتقل منها إلى نيابة صفد ثم إلى حلب وصحبتهم العساكر ونزلوا بالميدان الأخضر وذلك بسبب نزول عسكر جهان شاه على أرزنكان «١» ليأخذوها من جهانكير وكان خاطر السلطان قد تغير عليه بسبب عدم تسليم قلعة جعبر للسلطان وإفساده وإغارته على بلد البيرة.
وفي يوم دخولهم حصل بين مماليك كافل الشام وكافل حلب الحمزاوي فتنة أسفرت عن جراحات بينهم.
وفي ليلة الجمعة دخل أبو الخير محمد النحاس إلى حلب وبات بخان ابن السفاح داخل باب النيرب تحت الترسيم منفيا إلى طرسوس وأدخل دار العدل يوم الجمعة واستمر بجامع الناصري محتفظا عليه. وخرج من حلب يوم الاثنين سادس الشهر المذكور إلى طرسوس.
وهذا الرجل قدم حلب في خدمة معين الدين سبط بن العجمي ثم عاد إلى القاهرة فترفع بصحبة الظاهر جقمق وقدمه على أقرانه وناظر الخاص يوسف وصار لا يقطع أمرا إلا به وصار إذا ذكر أحدا من أكابر القاهرة يستصغره ويتسافه عليه وتأتي الأعيان إلى بابه فلا يأذن لأحد بالدخول. وأثرى وكثر ماله حتى صار له في مدة يسيرة من الأموال ما يزيد على أربعمائة ألف دينار فاحتال عليه ناظر الخاص وتصدق بمال كثير على الفقراء وسألهم الدعاء عليه فتغيرت خواطر الفقراء عليه فغضب عليه السلطان. وأمر بنهب بيته فأخذوا ما في بيته.
ومن ذلك كتب تساوي خمسين ألف دينار ومائتي دينار منها (كشاف)«٢» بخط ياقوت وجواهر بخمسين ألف دينار منها حلق كان في أذن بنته يساوي سبعمائة