للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعطاه الجوائز السنية. وأنا الآن أنظم القصيدة وأرسل معها الخدم [و] العسل وغيره حتى تقبل. ففي حال حياتي أبذل مالي وبعدي يقال ما أكثر ما سأل بقصائده.

وكان يقول: أنا من الخزرج ويكتب ذلك بخطه وينسب إلى تشيع وكان كريم النفس جدا يجود على أصحابه ويفضل عليهم ويحسن إلى الغرباء وحمدت سيرته في ولايته وله المدائح الغرر في رؤساء حلب. ومن ذلك مما امتدح به القاضي الحنفي ابن الشحنة في سنة خمسين لما قدم من القاهرة وأنشد فيها:

صدور أيامنا بك انشرحت ... وأنفس المكرمات قد سرحت

زهت غصون الهنا بكم طربا ... وورقها بالسرور قد صدحت

والدهر كم قد شكا تغيره ... بعدك واليوم حاله صلحت

أشرف عيد نهار مقدمكم ... فيه العدى بالعيون قد ذبحت

كانت نفوس الأنام قد سكرت ... غما ودنوت صبحت

وصيرت ذكرك المدام لها ... فاغتبقت في يداك واصطبحت

اطلعت شمس الفخار مشرقة ... من بعدما للغروب قد جنحت

من فوق متن السها علاك له ... نجومه الزاهرات قد سرحت

لو وزنت بالجبال راسية ... بين البرايا حلومكم رجحت

والخلق لما رأتك بحر ندى ... فسبحت وهي منه قد سبحت

تحرم نفسا أمت جنابكم ... لما غدا قلبها لكم مرحت

أبوابكم قبلة الوفود فكم ... للترب فيها الحياة قد سحت

محب دين الإله أكرم من ... أكفه بالنوال قد سمحت

من هملت كالغمام راحته ... وبالعطايا الجسام قد سفحت

من صدره للحفاة ذو رجب ... به بحار العلوم قد صفحت/ (٢٦ و) م

به جميع الكرام قد ختمت ... كذاك أسماؤهم به قد افتتحت

<<  <  ج: ص:  >  >>