كالبدر نور أزهى فلو لمحت ... بهجة غيهب الدجى لمحت
كم فتية أنا لها كرما ... ما اقترحته وفوق ما اقترحت
وراض شهابا وهذ بها ... فما غوت بعدها ولا جمحت
قالوا لقد أصبحت سجيته ... خير السجايا فقلت ما برحت
وكم إلى محن العلى سمت ... نفوس قوم وأعين سمحت
سعت إلى نيله عداه فما ... تمت مساعيهم ولا نجحت
رأيت تحاكي بحاره سفهاء ... بجهلها في الأنام فافتضحت
لا تستوي في الورى الكرام ومن ... فعالهم في الأنام قد قبحت
أولاهم الصفح بعد قدرته ... كذا يكون الكرام إن صفحت
وما على الليث عند وثبته ... إذا عليه الكلاب قد نبحت
مولاي قاضي القضاة دعوه من ... مهجته بالخطوب قد حرقت
شطت عليه الأنام واجترأت ... فنفسه ما الذي قد اجترحت
من كل وجه غدا نقابله ... ترى وجوه الخطوب قد كلحت
عين بعين الجميل تلمحه ... فكم له أعين منك لمحت
ونفسه رقها لغيركم ... ما ملكت في الورى ولا منحت
هي المعالي فلا تخالفها ... فهي إذا ما اشترتها نصحت
كم معشر صيروا تجارتهم ... مدح سواك بها فما ربحت
خذها محببة تفوق على ... أمثالها إذا بمدحك اتشحت
وآية إذا فصاحتها ... في كبد للحسود قد قدحت
وبحرها من نداك منسرح ... وكم بكفك الجر سرحت
وهي بحار بالجود زاخرة ... ما بعدت عن عطاء ولا برحت