للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال الكافل لا آمرك ولا أنهاك. فخرج الحنبلي واجتمع بأثير الدين «١» ابن الشحنة القاضي الحنفي. وذكر ما قال له الكافل فأشار عليه بالتأخير والتمهل، ثم جاء إلى بيته وأحضر عبد الرحمن إلى داره ببا حسيتا، وأمر بخنقه، فخنقه بعض الرسل بحبل ثم جعله في قفص وأطاف به البلد ينادي عليه بالكفر. فرقّ الناس عليه وغسلوه، وكفنوه، وصليّ عليه. وكان عبد الرحمن المذكور مجنونا وسفيها ولا يبالي بما يقول تاركا للصلاة، وله ولد درّسه بعض كتب الفقه، وفي بعض الأيام حثه على القراءة، وخنقه ليقرأ فمات الولد وادعى أنه مات فجأة. فلما اتفق قتل عبد الرحمن جاء المجد إلى القاضي الشافعي لينفذ حكمه فلم يفعل فخرج المجد إلى التنزه، ولم يبال ما فعل. وكان يقول غاب عقلي لما أمرت بقتله. ولم أستفق حتى قتل فعاودني الهم والحزن. فحضر أولاد عم عبد الرحمن من البيرة إلى حلب وطافوا على القضاة وأشراف الناس بالبلد وذكروا أمر عبد الرحمن وأنه قتل مظلوما وتوجه بعضهم إلى السلطان، وكتب الكافل إلى السلطان بصورة الحال. وكتب ابن السفاح إلى الجمالي يوسف ناظر الخاص بأن هذا القتل صدر عن رأي ابن الشحنة وكان كاتب السر إذ ذاك بالقاهرة فلما وصل الخبر إلى السلطان لم يتكلم ابن الشحنة في هذه القضية بنفي أو إثبات فورد ساعي وعلى يده مرسوم شريف بإخراج الحنبلي إلى القلعة حتى يرد القاصد فلما أحسّ الحنبلي بذلك خرج من حلب هاربا طالبا القاهرة. فأحضروه من خان طومان، وأخرج إلى القلعة واعتقل البويضاتي والسيد الآمدي وقال معظم الشهود نحن لم نشهد وهذا غير خطنا وثبت الشيخ أبو بكر بن البويضاتي والسيد الآمدي على شهادتهما. وفي يوم الاثنين تاسع ربيع الآخر حضر قاصد من الأبواب الشريفة ومعه علاء الدين بن مفلح متوليا لتحرير القضية المتعلقة بابن قاضي عينتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>