عبد الرحمن المذكور، وقتله، وعلى يده توقيع ابن النحريري باستمراره على عادته.
وفي العشر الأول من ربيع الآخر توفي العبد الصالح متولي التركماني الساكن خارج باب بانقوسا وهذا الرجل كان أولا يجمع الناس ويذكر بهم، ويلبسهم الخرقة ثم انقطع عن الناس قاطبة فلزم الصمت وانقطع عن الكلام مع الناس ولازم قراءة القرآن ورأيته يجلس تحت القلعة يقرأ القرآن ولا يتكلم مع أحد وكان لا يأكل اللحم وإن حصل له شيء آثر به أقاربه. وكان عليه الهيبة والوقار. وقال له شخص من أصحابه: ما حالك؟ فقال: كيف حال من فارق حبيبته. ودفن خارج باب القناة.
وفي يوم الخميس ثاني عشر الشهر المذكور عقد مجلس بدار العدل وأحضر سالم وسألوه كيف قتلت ابن قاضي عينتاب. فقال: قتلته بمقتضى المحضر الذي ثبت عليّ فقيل له كيف/ (٤١ ظ) م سمعت البينة في غير وجهه فقال: مذهبي يجوز أن أسمع البينة في غير الوجه وأحكم في الوجه وانفصل المجلس على ذلك.
وفي سادس عشر ربيع الآخر قدموا بالفيل من القاهرة هدية لصاحب الروم من الأشرف إينال ودخلوا به دار العدل ثم نزلوا به دار الكلتاوي داخل باب القناة وذهب الناس للتفرج عليه وذهبت ونظرته.
وفي يوم الاثنين حادي عشر رجب عقد في مجلس لمجد الدين سالم الحنبلي بدار العدل بالقضاة الأربع بسبب حكم سالم المذكور بقتل عبد الرحمن بن شمس الدين محمد الطويل قاضي عينتاب والده وكان والده طوالا كثير الكلام وعنده جنون وهذيان كثير ولا يبالي بما يقول. وولي قضاء البيرة وعينتاب ولا يعرف شيئا من العلم وولي وظائف بحلب خوفا من شره. وابتنى دارا بحلب ووقفها على قراء فأبطل ولده المذكور بيده، وترك القراء وظائفهم خوفا من شره.
رجع: وكان قد حضر قبل ذلك بيومين ساعي السلطان إلى كافل [حلب] بقتله من غير مراجعة، فأنزلوه من سجن القلعة في الحديد من قدام الشباك فأمر