الكافل قانباي بإدخاله إلى داخل الشباك فقال لهم: من أراد أن يقتلني فليكتب خطه بجواز قتلي، ويعطني خطه حتى أتركه عند أولادي. فأحجم القضاة عن الحكم بقتله.
فأصعدوه إلى القلعة. وكان القائم عليه في ذلك ابن السفاح عمر والشريف محمد الذي في خدمته وأرسل إلى نائب القلعة أن يخنقه في السجن. فقال نائب القلعة قاسم ابن القشاشي: أنا لم يحضر إليّ مرسوم بذلك وهذا لا أستحل قتله. وكذلك الكافل أحجم عن قتله ثم اقتضى رأيهم قتله بسجن حلب، فأنزلوه إلى السجن بعد العصر وأنا شاهدته عند السفاحية والحديد في عنقه وأدخلوه فلما جاء الليل أحضروا الوالي وهو ابن الشارب والمشكالي لقتله. وكان قد حضر قاصد من الكافل يأمرهم بالإمساك عنه فدخلوا إليه في السجن وهو نائم وولده إلى جانبه، فأيقظوه فأحس بالشر. فقال لا توقظوا ولدي. وغطى على وجه ولده بمنديل معه ثم خرجوا من السجن فخنقوه في الليلة المسفر صباحها عن نهار الأربعاء خامس عشر رجب مرة بعد مرة وذلك لإطالة عذابه حتى مات. ثم أخذوه من السجن إلى بيته فغسلوه هناك.
ومن الاتفاقات الغريبة أن السيد السفاحي أحد القائمين عليه كان يجود بنفسه لما مروا بالمجد سالم على باب بيته للسجن، فلما وصل سالم إلى السجن مات السفاحي وأخبر بموته. فقال من عاش بعد عدوه يوما لقد نال المنى.
وفي شوال توفي شيخنا أبو عبد الله محمد بن أبي العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي زيد عبد الرحمن اللخمي الغرناطي المالكي «١» بسواحل الشام.
وهذا سمعت عليه المسلسل بالأولية بحلب في تاسع رجب سنة ست وثلاثين ووقف شيخنا أبو الفضل ابن حجر سنده وقرأ.... «٢» .... «٣» عن التميمي