وقال لي محمد: أخبرنا عبد الله، سَمِعَ سَعِيدَ بن يَزِيد، سَمِعَ عِيسى بن سَهْل ابن رَافِع، سَمِعَ جَدَّه رَافِعًا، نحوه».
فَقَد ذَكر البُخَاري هذه الطُرُق، وذَكَر في جَمِيعها: أَنَّ رَافِعًا صَاحِبَ الحَدِيث، إلا في رواية أَحمد بن عِيسى المِصْري، عن ابن وَهْب.
والدَارقُطنيُّ قَطَع بأنه أَخُو رَافِع، فَفَحُشَ وَهَمُه.
وعلى أن إبراهيم الحَربي، وهو إمامٌ ثَبْتٌ قد رواه عن أحمد بن عيسى، عن ابن وَهب فقال: إن أباه رَافِعًا، وكذلك رواه جماعةُ مَنْ قَدَّمنا ذِكْرَه.
(٩) أخبرنا الحَسَن بن علي بن محمد -قِراءةً عليه- أخبرنا عُمَر بن محمد بن علي، أخبرنا إبراهيم بن شَرِيْك، أخبرنا إبراهيمُ بن إسماعيلَ، عن يحيى بن سَلَمَة ابن كُهَيْل، أخبرنا أبي، عن أبيه، عن سَلَمَة، عن مُجَاهِد، عن ابن رَافِع بن خَدِيج قال: جَاءَنا رَافِعٌ فقال: «نهى رسولُ اللهِ ﷺ عن أَمرٍ كان لنا نَافِعًا: عن المُزَارَعَة والحَقْل، وأَمْرُ اللهِ ورَسولِه أَحَقُّ».
وهكذا رواه عن ابن رافع بن خَدِيج جَمَاعَةٌ منهم: ابنُ شِهَابٍ الزُهْرِي، وعبدُ الرحمن الأَعْرَج، وبُكَير بن الأَشَج، وأبو الزبير، ومُجَاهِد بن جَبر.
وقد تَقدَّم الاختلافُ عَلى مُجَاهِد ولم يَقُل (إن أخا رافع) غَير البُخَاري، عن أحمد بن عيسى، وهو وَهَم.
وقد خَالَفه إبراهيم الحربي، عن أحمد بن عيسى، والصواب معه؛ لموافقته الرواة المذكورين، والله أعلم بالصواب (١).