وفي «كامل ابن الأثير»[٧/ ٥٣٥] أنّ ابن عمهم أبا سعد ابن ماكولا كان وزيرًا لجلال الدولة ابن بُويه، وتوفي سنة ٤١٧. وعَقِبه في الوزارة عَمُّ الأمير، وهو أبو علي الحسن بن علي بن جعفر، وتَقَلَّبت به الأمور حتى قُتِل سنة ٤٢١، ثم ولي الوزارة والد الأمير، وهو أبو القَاسِم هِبةُ الله بن علي بن جعفر، وكان مولده سنة ٣٦٥، فتقلَّبت به الأمور، يَلِي الوزارة ويُعزل، دَوَالَيك، إلى أن توفي سنة ٤٣٠ في الحبس بِهِيت، بعد أن مكث محبوسًا سَنَتين وخمسة أشهر، كان جلال الدولة سَلَّمَه إلى قرواش بن المقلد فحبسه.
وانفرد الأخ الثالث عَمُّ الأمير، وهو أبو عبد الله الحسين بن علي بن جعفر كان مِنْ أهل العلم، وولي قَضَاء القُضَاة ببغداد، واستمر فيه سبعًا وعشرين سنة ولايةً متصلة لم يُعزل البَتَّة حتى مات، مع شدة الاضطرابات في تلك الفترة ببغداد، وتَعَرَّض أخويه لشَرِّها مِرارًا، ومولده سنة ٣٦٨، وولي القضاء سنة ٤٢٠، وتوفي سنة ٤٤٧، وفي ترجمته من «تاريخ بغداد»[٨/ ٦٣٥] قول الخطيب: «كان نَزِهًا صَيِّنًا عَفِيفًا، لم نر قاضيًا أعظم نَزاهةً ولا أَظْلَف نفسًا منه».
وفي الترجمة أنّه من أهل جَرْبَاذْقَان ثم سكن بغداد، وكذلك يذكر في وصف الأمير «الجَرْبَاذْقَاني». وجرباذقان بلد بين هَمَذَان والكَرَج وأَصْبَهان، كأن بَنِي دُلَف نَزَحُوا إليها عن الكرج للخِلاف بينهم وبين بني عَمِّهم.
[مولد الأمير]
وُلِد الأمير ببلدة «عُكْبرا»، وهي قريبة من بغداد، وفي تاريخ مولده أقوال:
الأول: سنة اثنتين وأربعمائة، كذا وقع في وفيات سنة ٤٨٦ من «المنتظم» لابن الجوزي [١٧/ ٨]، وهي السنة التي ذكر أنّ الأمير توفي فيها أو في التي بعدها، وتبعه ابنُ الأثير في «كامله»[٨/ ٣٧٤] في أخبار سنة ٤٨٦، وابن كثير في وفيات هذه