[المبحث الثالث: التعريف بكتاب تهذيب مستمر الأوهام، ومنهج ابن ماكولا في تصنيفه، ومقارنته بكتاب الإكمال للمصنف، وأهميته]
أبدأ بعنوان الكتاب:«تهذيب مستمر الأوهام على ذوي المعرفة وأولي الأفهام»، فهذا هو العنوان المثبت على طرة نسخة «فيض الله أفندي»، وعلى بداية كل جزء، وخاتمة نسخة «تشستربيتي».
وسماه ابن ناصر الدين في «توضيح المشتبه»[١/ ١٤٦]: «تهذيب مستمر الأوهام». لم يزد على ذلك.
وسماه ياقوت في «معجم الأدباء»[٥/ ١٩٩٠]: «تهذيب مستمر الأوهام على ذوي التمني والأحلام». وبمثل ما قال ياقوت قال الحاج خليفة في «كشف الظنون»[٢/ ١٦٣٧].
هذا وقد ورد الاسم مختصرًا عند بعض المصنفين «مستمر الأوهام»، كما عند الذهبي في «تذكرة الحفاظ»[ص ١٢٠٤]. و «سير أعلام النبلاء»[١٨/ ٥٦٩]، وكذلك سماه ابن حجر كما في «تبصير المنتبه»[١/ ١٠٥].
ولنا ما جاء مثبتًا على أصول الكتاب الخطية، لا سيما نسخة «تشستربيتي» التي أثبتت إسناد الكتاب في أول كل جزء على ما سيأتي في وصفها.
وقد استجزت -على كراهة مني- أن أزيد جملة توضيحية على العنوان وضعتها بين معقوفين بخط مغاير، وذلك لغموض العنوان على من لا يعرف قصة الكتاب الطويلة والتي تبدأ من عند الأئمة الدارقطني ثم الأزدي ثم الخطيب، ثم بتأليف المؤلف لكتاب «الإكمال»، وهذا كله مبسوط في مقدمتي هذه.
وقَوَّى عَزْمي أيضًا على هذه الزيادة ما وَجَدتُّه مِنْ صَنِيع نَاسِخ نسخة «تشستربيتي» في خاتمة الكتاب، وهو الشيخ إبراهيم بن محمد بن إدريس بن باباجوك، وهو أحد مشايخ الإمام الذهبي، الذي وصفه الذهبي بالديانة،