والاشتغال بالعلم والإقراء، وسيأتي الحديث عنه في مبحث وصف النسخ الخطية = فقد قال:«تم الكتاب ولله الحمد والمنة، وهو آخر الجزء العاشر من تهذيب مستمر الأوهام على ذوي المعرفة وأولي الأفهام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبي محمد عبد الغني بن سعيد المصري، وأبي بكر أحمد بن علي الخطيب في كتب المؤتلف والمختلف ومشتبه النسبة والتكملة … ».
فإن كنت وُفِّقْت فيما زتده فلله الحمد والمنة، وإلا فغفرانك اللهم.
وأما بخصوص منهج المصنف في الكتاب:
فقد ذَكَر المُصَنِّفُ الأميرُ ابنُ ماكُولا ﵀ في مقدمة كتابه هذا «تهذيب مستمر الأوهام» الذي حَدَاهُ لِتَصْنِيف هذا الكتاب، وحَكَى ما كان مِنْ تأليف شَيخِه الخطيبِ البَغدادي لكتاب «المُؤْتَنف تَكْمِلةَ المُؤتلف والمختلف» الذي استدرك فيه على أئمة هذا الشأن مِمَّنْ سبقوه -الدَّارقُطني والأزدي-، فلما طَالَع ابنُ ماكولا كتابَ الخطيبِ وجَد أنه قد فاته أشياء، ووَهِم في أشياء وأصبح الطالب الذي يبتغي ضَبطَ اسم أو نِسبة فعليه أن يراجع كتابيْ الدارقطني والأزدي، ثم كتاب الخطيب، ولهذا قال ابن ماكولا: «ولَمَّا دُعِي به فأجاب (١) قال لي بعضُ المُتَشاغِلين والمُعْتَنين بهذا العلم: لَقَدْ تَعِب الخَطِيبُ وأَتْعَب، تَعِبَ بما جَمَعه، وأَتْعَب مَنْ أَراد أن يَعْرِفَ الحَقِيقَة في اسم؛ لأنه يحتاج أن يطلبه في كتاب الدارقطني، فإن لم يجده، ففي كِتَابَي عبدِ الغني، فإن لم يجده ففي كتاب الخطيب، ثم يَحتاج أن يُفَسِّر طَبقاتِه أيضًا فَيمضي زَمانه ضَياعًا، ويصير ما أُرِيدُ مِنْ إرشادِه تَضْليلًا … ».
ومن هُنا قَوِي عَزمُه لِتصنيف كِتاب «الإكمال»، فالمصنف لم يذكر في كتاب «الإكمال» أوهامًا لأحد، إنما جَرَّد المَادة كُلَّها بعد أن جمعها من