للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الرابع: وصف النسخ الخطية للكتاب]

توفر لدي عند تحقيق الكتاب نسختان خطيتان: الأولى: النسخة المحفوظة في مكتبة «تشستربيتي» تحت رقم (٣٣٤٩)، واصطلحت لها الرمز «ش».

وهي نسخة كاملة لجميع الكتاب لم يسقط منها شيء سوى صفحة العنوان وأسطر من المقدمة، وهي متقنة جدًا يظهر عليها اشتغال ناسخوها بالعلم، فلا تكاد تخطئ إلا نادرًا.

وقد نُسِخت من أصل بخط إسماعيل الأنماطي (١)، وهو منقول من نسخة صِائن الدين أبي الحسين هبة الله بخطه، ونقلها هبة الله من خط المؤلف، كما هو ثابت في آخر النسخة، وقوبلت على ذلك الأصل كما نُصَّ على ذلك في نهاية كل جزء.

وتقع في ١٢٥ لوحة في كل لوحة وجهان، في كل وجه ٢١ سطر، في كل سطر زهاء سبعة عشر كلمة، وقد جزئت النسخة إلى عشرة أجزاء.

وكتبت بخط نسخ عادي واضح. وقد أصابت الرضوبة أعالي صفحاتها بحيث طمس عدة كلمات من بداية كل صفحة، قد أعانني الله على استظهار ما


(١) هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله بن الحسن، الحافظ البارع تقي الدين أبو الطاهر ابن الأنماطي، المصري الشافعي، سمع جماعة من العلماء كأبي القاسم البوصيري، وشجاع بن محمد المدلجي، وغيرهما.
قال ابن النجار: اشتغل من صباه، وتفقه، وقرأ الأدب، وسمع الكثير. وقدم دمشق سنة ثلاث وتسعين، ثم حج سنة إحدى وستمائة، وقدم مع الركب. وكانت له همة وافرة، وحرص، وجد، واجتهاد، مع معرفة كاملة وحفظ وثقة وفصاحة وسرعة قلم، واقتدار على النظم والنثر. ولقد كان بعيد الشبيه، معدوم النظير في وقته. كتب عني وكتبت عنه، وقال لي: ولدت سنة سبعين وخمسمائة ٥٧٠ هـ في ذي القعدة. روى عنه الشهاب القوصي، والزكي البرزالي، والزكي المنذري، والكمال الضرير، والصدر البكري المحدث، وابنه أبو بكر محمد بن إسماعيل، وآخرون. توفي سنة ٦١٩ هـ. ينظر: «تاريخ الإسلام» (١٣/ ٥٧٢).

<<  <   >  >>