ثانيًا: لقد حفظ لنا ابن ماكولا ﵀ الكثير من النقول عن كتب هي في عداد المفقود، على سبيل المثال أنه ذكر لنا مقدمة كتاب «المؤتنف» وهي في الجزء المفقود منه، فضلًا عن الكثير من المواضع التي استدركها على الخطيب في أثناء الكتاب وهي أيضًا من القسم المفقود، تجدها في موضعها من هذا الكتاب.
كما حفظ لنا مجموعة من تراجم «التاريخ الكبير» للإمام البخاري -برواية مسبح ابن سعيد-، وهي رواية مفقودة، لم يعلم عنها محققو الكتاب شيئًا.
كما حفظ لنا مجموعة من تراجم «تاريخ المصريين» لابن يونس وهو كتاب مفقود.
كما نقل لنا من نسخته من كتاب «النسب» لشبل بن تِكين، والذي وصفه المؤلف بأنه كان نهاية في المعرفة بالنسب، وهذا الكتاب لا نعلم عنه أي شيء إلا من خلال ما ذكره المصنف.
كما نقل من كتب أخرى مطبوعة ككتاب «جمهرة نسب قريش» للزبير بن بكار، وكتاب «جمهرة النسب» لابن الكلبي، وغيرهما مما وقع في مطبوعهما أخطاء، يمكننا تصويبها بالرجوع لهذا السفر المبارك.
ثالثًا: إن الناظر في كتاب «الإكمال» لابد له من الرجوع لكتاب «تهذيب مستمر الأوهام» وذلك لأن التهذيب على الراجح هو ما استقر عليه المصنف إذ صنفه بعد «الإكمال»، وقد وجدت في بعض المواضع المصنف يخالف نفسه فيذكر شيئًا، ويكون ما في «الإكمال» مخالفًا له.
رابعًا: يُعد كتابنا هذا مصدرًا مهما لمن صنف بعده في هذا الفن، وعلى رأسهم الحافظ شمس الدين ابن ناصر الدين (٨٤٢ هـ) في كتابه القيم «توضيح المشتبه» والذي تكلمنا عنه في المبحث الثاني، والحافظ الكبير شهاب الدين ابن حجر العسقلاني (٨٥٢ هـ)، في كتابه «تبصير المنتبه بتحرير المشتبه»، وقد تكلمنا عنه أيضًا بما فيه الكفاية. وابن القيسراني (٥٠٧ هـ) في كتابه «الأنساب المتفقة».