ويجدر بنا الإشارة إلى شيء مهم، وهو أن النسخة قد تعاور عليها ثلاثة من النساخ، لكل واحد منهم طريقته في النسخ فأما أحدهم فكان خطه دقيق وجميل ومضبوط أكثره بالشكل، وأما الآخران فاقتربت خطوطهما غير أن أحدهما أدق خَطًّا من صاحبه.
على أن التوقيع واحد في آخر كل جزء. وهذا يدل أن الناسخ -وسيأتي التعريف به- قد كلف غير واحد ممن يثق به بنقل الكتاب من أصله الذي سنشير إليه.
وناسخ الكتاب هو: إبراهيم بن محمد بن إدريس بن باباجوك بن شعبان المقرئ شهاب الدين أبو أحمد التُّرْكُمَاني البَعْلَبَكِّي.
ذكره الذهبي في «معجم الشيوخ الكبير»(١/ ١٥٥) فقال: «ولد سنة خمس وثلاثين وست مائة، وسمع من الفقيه اليُونِيْنِي، والشيخ إبراهيم البَطَائِحِي، وابن أبي الخير الحَدَّاد، وتَلَا بالسَّبْع على الشيخ مُوفَّق الدين النَّصِيْبي، وكان فيه دِين وخَير ومُلازَمة المَسْجِد والإقراء.
وحكى أنه سمع من ابن عبد الدائم مات في صفر سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة. وكان يخطب بالجناء مدة».
وقد سقط من هذه النسخة الورقة الأولى والتي تشمل عنوان الكتاب، وأسطر من المقدمة، يرى القارئ قدرها في موضعها.
وأورد الناسخ إسناد الكتاب في أول الجزء الرابع، وما بعده من أجزاء، ولم يورده قبل ذلك، باستثناء الجزء الأول وقد ضاعت أول ورقة منه كما أسلفت فلا أدري أذُكر فيه الإسناد أم لا.
قال في بداية الجزء الرابع، وفي الأجزاء بعده: «أخبرني الشيخ الفَقِيهُ الإِمَامُ الحَافِظُ النَّفِيسُ صَائِنُ الدِّين أبو الحُسَين هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَن بنِ هِبَةِ الله بنِ عبدِ الله