للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبدُ المَلِك بن محمد، أخبرنا يحيى بن أبي بُكَير بن نَسْر العَبْدِي، أخبرنا شُعبة قال: كنتُ في جنازةِ طَلْحَة بن مُصَرِّف ومعنا أبو مَعْشَر، فَأثْنى عليه خيرًا وقال: ما تَركَ بعده أَحدًا يُشبِهُه» (١). هذا منتهى كلامه (٢).

قلت: وجَمْعُه هذا في أَوهَامِهما: وَهَمٌ فَاحِشٌ، وإذا كان قولُ كُلِّ واحدٍ منهما قد قاله قَبله غَيرُه ولم يُبين أنَّ أحدَ القَولين خَطَأٌ، فما معنى تَغْلِيطِهما فيه، ولو كان أَوْرَد هذا في الفصل الرابع وهو: «بيان ما قَصَّرا في شَرحِه» لكان وَجْهًا جَائِزًا، ولعله نَسِي قَولَه في أول كِتابه: أنه يذكرُ صَحيحَ ما اختلفوا فيه -مما انتهى إليه عِلمُه- ويُقِر ما أشكل عليه من ذلك لِينسب كُلَّ قولٍ إلى صاحبه، ولو ذَكَره لأَقَرَّ هذا عَلى ما رَسَماه لِينسب كُل قولٍ إلى صاحبه، ولم يُغَلَّط بِتَغْلِيطه لَهُما أو لأحدهما.

والله الموفِّق.


(١) ينظر: «توضيح المشتبه» (١/ ٥٢٩).
(٢) يعني: منتهى كلام الإمام الخطيب في «المؤتنف»، والذي أشرنا أنه من القسم المفقود، يسر الله ظهوره.

<<  <   >  >>