للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن نافِع بن بشير السُّلَمي، عن أبيه، عن النبي : «تَخْرُج نَارٌ مِنْ حُبْشي سَيَل».

كذلك رواه لنا ابنُ الفَضْل القَطَّان مِنْ أصل كِتَابِه، عن نَافِع -بالنون- وقال: مِنْ حُبْشِي -بالشين المعجمة بعدها ياء-» (١).

قال عَلِيُّ بنُ هِبة اللهِ: وقوله ابن نافع: وَهَمٌ قَبِيح، وقد كان يَجِب عليه أن يقول: كذا وَقَع في كِتَابه، وهُو وَهَمُ، وصَوابه: رَافِع، وكذلك ذكره البخاري في «تاريخه» بالرَّاء -في رواية محمد بن سهل المُقرئ عَنه، وفي رواية مُسَبِّح بن سَعِيد، وكذلك رواه عن عبد الحَميد بن جَعفر: عُبَيد الله بن مُوسى، وأبو عاصم النَّبِيل، وعثمان بن عُمر، وعَلِي بن ثابت الجَزَري (٢)، ولم يختلفوا في أنه رَافِع، ثم ذَكر الخَطِيبُ بعد ما تقدم ذكره ما قاله أبو القَاسِم البَغوي في «معجمه» (٣) وساق طُرُقَه التي ذكرها والخُلف في أَنَّه: بُشَير، أو بَشِير، أو بُسْر، أو بِشْر.

ولما فَرَغ مِنْ كلام البَغَوي قال: «قلت فَكيف اسْتَجَاز أبو الحَسَن أن يُطْلِق القَول في أَنه بُشَير، دون غَيره مَع هذا الخِلاف الكثير فيه، وكان بَيَّن الاختلاف فيه أو يقول قد اخْتُلِف فيه إن لَم يَنْشَط لِبَيانِه؛ لأنه لا يُؤْمَن أن يَقَع بَعضُ هذه الروايات إلى غيره، فَيُغَيِّرُه ويَرُدُّه مِنْ بَشِير، أو بِشْرٍ، أو بُسْر، إلى بُشَيْرٍ؛ (٤) اعتمادًا على قَوله وتَقْويلًا (٥) على ما ضَمَّنَه كِتابَه».

قلت: وجَمِيع مَا ذَكَره صَحِيحٌ، إلا أنه لا يَجُوز أن يُجْمع في أَغلاطِهِما، بل لو جَمعه فيما قَصَّرَا في شَرْحِه وبَيَانِه، لجَاز، ولو ثَبَت أنه بَشِير، أو بِشر، أو بُسر، لكان


(١) هنا نهاية كلام الخطيب.
(٢) هذه الطرق الأربعة أخرجها البغوي في «معجم الصحابة».
(٣) «معجم الصحابة» (١/ ٢٩٩: ٣٠٢).
(٤) لم يضبط هذه الجملة في «ش».
(٥) كذا في «ش»، وفي «ف» بدون نقط، فقد تقرأ (تعويلا).

<<  <   >  >>