للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

رِيَاح، عن يَحيى بن عَتِيق قال: قُلت لمحمد بن سِيْرِين: الجِنَازَة تَكُون فَأَشْهَدُها، وساق الحديث.

ثم قال: وذَكَر مسلمُ بن الحَجَّاج هذا الرجل في موضعين مِنْ كِتابه المُصَنَّف في «الأسماء والكنى». فذكره -في باب: مَنْ يُكْنى أبا بَكْر (١) - كما قال عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، وذَكَره -في باب مَنْ يُكْنَى أبا رِيَاحٍ (٢) - كما قال البُخَاري.

وأرى أن مُسلِمًا سَمِع قَول عَمرِو بن عَلِي، فَرَسَمه في كتابه، ثم رأى كلام البُخَاري فَرَسَمه أَيضًا، ونَسِي أنه قد رَسَمه مُتَقَدِّما بِخَلافِ الرَّسْم الأَخِير.

والله يَغْفِرُ لنا وله». وهذا آخر كلامه.

قلت: وقوله: «وقَولُ عَمْرِو بنِ عَلِي هذا عندنا هو الصَّواب، وقَد وافَقَه حَمَّادُ ابنُ زَيْد» = كلامٌ فَاسِد؛ لأن حَمَّادَ بنَ زَيْد مُتَقَدِّم، وعَمرو بنُ عَلِي مُتَأَخِّر، وقد كان يَجِب أن يقول: كذا رَوَاه حَمَّادُ بنُ زَيد، ووافَقَه عَمرو بنُ عَلِي.

وعَلَى أَنِّي لستُ أَرى هَذا وَهما لأبي الحَسَن، بل هو خُلْفٌ في كُنية هذا الرَّجُل واسْمِ أَبيه، وإن كان الظَّاهِر ما قاله الخَطِيبُ والأَوْلَى.

ومِمَّا يُقَوِّي ذلك أنَّ أبا بِشْرٍ الدُّوْلَابِي ذكره في كتاب «الأسماء والكُنى» (٣)، الذِي أخبرني عبدُ الرحمن بن المُظَفَّر، أن أحمدَ بنَ محمدِ بن إسماعيل أخبره به،


(١) «الكنى والأسماء» (٣٣١). في المطبوع والمخطوط من كتاب «الكنى والأسماء»: (رباح) بالباء الموحدة، وبذلك يزول الإشكال الذي وقع للخطيب البغدادي في توهيم الإمام مسلم. وقد سماه مسلم هنا: (حصن بن رباح)، وسماه في باب من كنيته أبو رياح: (حصن ابن أبي بكر).
(٢) «الكنى والأسماء» (١١٤٦). ووقع في مطبوعته (أبو رباح) بالباء الموحدة، وهي على الصواب في مخطوط الظاهرية (ص ٣٨) عناية مطاع الطرابيشي.
(٣) «الأسماء والكنى» (٢/ ٥٥١). وقد جاء في نفس المصدر (١/ ٣٦٧) (أبو بكر حصن بن رباح النصري) فتصحف رياح بالمثناة التحتانية إلى رباح بالموحدة، وتصحف البصري بالباء الموحدة إلى النصري بالنون.

<<  <   >  >>