للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن سُمَي بن قَيْس، عن شُمَير بن حَمَل، عن أَبْيضَ بن حَمَّال قال: وَفَدتُّ إلى رسول الله فَاسْتَقْطَعتُه المِلْح، فَقطعَه لِي، فلما وَلَّيتُ قال رجلٌ لرسول الله : أتدرِي ما أَقْطَعتَه يا رسول الله؟ إنما أَقطعتَه المَاءَ العِدَّ (١)، فرجع فيه» (٢).

قال الخطيب في أغلاطهما:

«كذا روى هذا الحديثَ ابنُ نَاجِيَةَ، عن ابن أبي سَمِينَة (٣) عن محمد بن يحيى ابن قيس، عن ثُمَامة. وهو خَطَأ؛ لأن محمد بن يحيى إنَّما يَروي عن أبيه، عن ثمامة.

وكان يَنبغِي لأبي الحَسَن أن يُورِد الرِّواية الصَّحِيحة في هذا الحديث، فإذ لَم يفعل، وكان يلزمه أن يُبَيِّنْ الصَّواب».

قلت أنا: ولست أدري من أين قَال: وَهِمَ أبو الحَسَن، وقد روى حديثًا عن رَجُلٍ كما رواه، لم يَزِد عليه ولم يَنْقُص.

ولست أدري مِنْ أين يَلزمُه أن يُبَيِّنْ الصَّحِيح، وليس هو في أمر يَتَعَلَّق بالمُؤتلف والمُختلف، وليس في كلام له.

وليس الوَهَم في الرواي عن الذي ذكره في الترجمة فَيحتاج أن يُبيِّن أمرَه لِئَلَّا يلبس حَالُه، ولا فِيمَن روى المُسَمَّى في الترجمة عنه، فيحتاج أن يوضح حالَه، بل هو في إسناد حديثٍ لو لم يَذكُره الدارقطني لجَاز، بل قد كان الأَحْسَن بيانه.

وحيثُ ذكره الخطيبُ، فنحتاج أن نَذكُرَه.

أما رواية الدارقطني عن أبيه عن ابن ناجِيَة، فَصَحِيحة.

(٤٥) الحَسَن بن علي الجَوهري، أخبرنا عُمَر بنُ محمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن نَاجِية، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي سَمِيْنَة، حدثنا محمد بن يَحيى بن


(١) الماء العد: الدائم الذي لا انقطاع له.
(٢) «المؤتلف والمختلف» (٣/ ١٢٥٢).
(٣) في المطبوعة: (عيينة)!

<<  <   >  >>