فقال له عَلِيُّ بنُ أبي طالب: كيف قُلتَ يا أَخِي بَنِي تَمِيم؟ قال فَرَدَّ عليه البيتَ، قال: أفلا قُلْتَ: ﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (٢٧) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (٢٨)﴾ [الدخان]. أَيْ أخِي، كانوا هؤلاء وَارِثِين، فَأَصبحُوا مَوْرُوثِين، إن هؤلاء كَفَرُوا النِّعَم، فَحَلَّت بهم النِّقَم، قالها ثلاثًا ثم قال: إياكُم وكُفْرَ النِّعَم، قالها ثلاثًا، قال: فَتَحِلُّ بكم النِّقَم.
قال: فَنَزلوا، وقال هَيِّئُوا لي مَاءًا أَصُبُّ عَلِيَّ، قال فَهَيَّئُوا له ماءًا، فدخل فإذا صُوَرٌ في الحائط، قال: كأن هَذه كانت كَنِيسة؟ قالوا: نعم. قال كان يُشْرَكُ فيها بالله تعالى كثيرًا. قال: فَأَبى أن يَغْتَسِل. قال: فَحَوَّلُوا إلى مَوضع آخَر فَاغْتَسل».
قال أبو حاتم: قلتُ لمحمد بن يَزِيد: كان جَدُّك كَبِير السِّن أَدْرَك عَلِيًّا، ما كانت كُنْيتُه، وكم أَتى عَليه؟ قال: كان جدي يُكْنَى أبا حَكِيمٍ، أتى عليه سِتٌّ وعِشرون ومِائَة يومَ مَات، وأخبرني أنه غَزَا ثَمَانِين غَزْوَة.