للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويُقال: كان مَولاه وَجَده يُقَبِّل جَارِيَةً له، فَجَبَّه وجَدَع أَنْفَه وأُذُنَيْه، وأتى النبيَّ فشكى إليه، فأرسل رسول الله إلى زنباعٍ فقال: لا تُحَمِّلُوهم ما لا يُطِيقُون، وأَطْعِمُوهُم ممَّا تَأكُلُون.

روى ذلك عبد الله بن لَهِيْعَة، عن عَمرو بن شُعَيب، عن أبيه، عن جَدِّه.

وذَكَره البُخَارِيُّ في «تاريخه» (١) فقال: «سَندر أبو الأَسْوَد. له صحبة. كَنَّاه عُثمان بنُ صَالِح. وروى الزُّهْرِي، عن سَنْدَر بن أبي سَنْدر، عن أبيه».

قال الخطيب في ذكره:

«وأما أبو سَعِيد بن يونس المِصْري فَشَرح أَمْرَه وبَيَّن حالَه في «تاريخه» الذي ذكر لنا أبو الحَسَن العَتِيْقِي أَنَّ عَلِيَّ بنَ أبي سَعِيد بن يُونُس أخبرهم به، عن أبيه فقال: مَسْرُوح بن سَندر الخَصِي، مَولى رَوْح بن زِنْبَاع بن سَلامَة الجُذَامِي، يُكْنَى أبا الأَسْوَد.

وهذا وَهَمٌ مِنه عَلى ابنِ يُونُس؛ لأن مَولاه: زِنباع بن رَوْح بن سَلامة، لا رَوْح ابن زنباع، كذلك ذكره ابن يونس.

ولم يَكُنْ رَوْحٌ في زَمَنِ رسول الله ، بحيث يَفْعَل هَذا، ولَعَلَّه وُلِد في زَمَانِه أو بعده. والأشبه عِندي أنه وُلِد بَعده، وقَد بَيَّن ابنُ يونس في آخِر حَدِيثٍ رواه عن عَلِيِّ ابن الحَسَن بن خَلَف بن قُدَيد، عن عُبَيد الله بن سَعِيد بن كَثِير بن عُفَير، عن أبيه، عن أبي نُعَيم سِمَاك بن نُعَيم الجُذَامِي، عن جَدِّه عُثمان بن سُوَيد بن سَنْدَر الجُذَامي: أنه أَدْرَك مَسْرُوحَ بنَ سَنْدَر الذِي جَدَعَه زِنْبَاعُ بنُ رَوْح، وقال في آخِره: وعُمِّر حتى زمان (٢) عبدِ الملك، وكان لِرَوح بن سَلامة أبي (٣) زِنباع، فَوَرِثَه أهلُ


(١) «التاريخ الكبير» (٤/ ٢١٠).
(٢) في «ف» (مات).
(٣) في «ف»: (ابن).

<<  <   >  >>