للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا آخر كلام الخطيب.

ولست أرى في هذا وَهَمًا لأبي محمد، إذ ذَكَر أَحَدَ قَوْلَين قَدْ قِيلا، ولو كان أَوْرَد غَيرَ ما قيل لكان قَدْ وَهِم.

ولا أَدري لِمَ يُلْزِمُه أن يَذكُر القَول الآخَر، كأنه قَدْ اشْترط في كتابه أن يَذكُر الخِلاف فِيما اخْتُلِف فِيه. ومَن عَدَّ هَذا في أَغْلاطِه، فَقَد غَلِط.

ولو ذَكَره في شَرْح ما قَصَّرا في إِيضَاحِه -وهو الفَصل الخَامِس مِنْ كِتابه (١) - لكان جَيَّدًا. والله تعالى الموفق.

قال الخطيب: «فأما الخِلاف الذي بَين الصُّورِي، والقُضَاعِي في ابن رافع، وابن أبي رافع، فقد ذكرنا أن ابن يونس قال: قَيس بن الحَجَّاج، ولو أنه ذكر في كتابه قَيس بن أبي رَافِع، لَقُلنا هُو، ويَكُون الحَجَّاج اسمُ أَبيه، وأبو رافع كُنْيَتُه.

غَير أَنَّا لَم نَر لَه في كِتابه ذِكرًا لذلك.

وقد قال في باب قَيس: قيس بن رَافع الأَشْجَعي القَيْسِي، يُكْنَى أبا عُمَر، ويُقَال: أبا رَافِع. يروي عن أبي هريرة، وابنِ عُمَر. روى عنه يَزِيدُ بنُ أبي حَبِيبٍ. وسَمَّى جَمَاعةً مَعَه».

قال الخطيب: «ولا أَحْسب أبا محمد قال إلا: قَيْس بن رَافِع، كما روى لنا القُضَاعِي، وأراد هذا الذي ذكره ابن يونس، فَإن كان الأمر كذلك، فإن ابنَ يونس قال في قيس بن رافع: يَروي عن أبي هريرة، وابن عُمَر. والذي ذكره أبو محمد، يروي عن ابن أبي الصَّعْبَة، عن أبي هريرة.

وقال ابن يونس أيضًا: روى عنه يزيد بن أبي حبيب. وصَاحِبُ ابنِ أبي الصَّعْبة، يروي مَعه يَزِيد بن أبي حَبيب.

فقد أَشكل الأمرُ فيه».


(١) يعني: كتاب «المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف».

<<  <   >  >>