وفي «وفيات ابن خلكان»[٣/ ٣٠٦]: «قال الحُميدي: خرج إلى خراسان ومعه غلمان له أتراك فقتلوه بجرجان، وأخذوا ماله وهربوا، وطاح دمه هدرًا، رحمه الله تعالى».
والحميدي توفي سنة ٤٨٨، كما مرّ في الرواة عن الأمير. وفي معنى الأول ما ذكره ابن عساكر عن إسماعيل ابن السمرقندي قال:«سنة نيف وسبعين وأربعمائة». وفي معنى بل هو عبارة عنه فيما أرى قول ابن السمعاني «بعد الثمانين». فأمّا قول ابن خلكان:«وقال غيره في سنة تسع وسبعين» فشاذ، ولم يبين قائله، وكذلك قول ياقوت وتبعه الكُتبي «سنة خمس وثمانين» وأراه وهما.
وثَمّ قضايا قد يستدل بها على تأخر موت الأمير عن سنة ٤٧٥:
الأولى: أنّ ابن ناصر من الرواة عن الأمير مع أنّه إنّما ولد سنة ٤٦٧، ويجاب عن هذا بأنّه لا مانع من سماع ابن ثماني سنين، مع أنّ ابن ناصر إنّما يروي عن الأمير بالإجازة كما صرّح به ابن نقطة في «التقييد»[ص ٤١٨]، قال:«وآخر من حدّث عنه بالإجازة محمد بن ناصر».
الثانية: ما في «التذكرة»[ص ١٢٠٦] من طريق ابن المقيّر وابن الأخضر عن ابن ناصر: «عن كتاب أبي نصر الأمير إليه» ومن طريق أبي الحسن بن الفراء عن الأمير … ، فذكر خبرًا هو في «الإكمال»[١/ ١٦٢] في رسم (فافاه) و «الإكمال» يرويه الناس عن ابن المقير عن ابن ناصر عن الأمير، فيظهر أنّ الذهبي إنّما أخذ رواية ابن المقير لذاك الخبر من سند «الإكمال» نفسه. فأمّا ما في سياق الخبر من مخالفة لما في «الإكمال»؛ فكأنّ الذهبي ساق لفظ ابن الفراء عن الأمير ولم يسق لفظ ابن ناصر، وعلى هذا فابن ناصر يروي «الإكمال» أو يروي ذاك الخبر على