للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تَكْمِلَةَ المُؤْتَلِفِ» (١) ولما عاد إلى بغداد قرأ عَلَيَّ شَيئًا من أَولِه، مُغْرِبًا عَلَيَّ به، ومُطرِفًا (٢) لي بما ضَمَّنَه إياه، ومُعَرِّفًا لي قَدْر ما تَيَسَّر له، وأنه قد اسْتَدرك فيه على أئمة هذا العلم أَشياءَ تَم عَليهم السَهوُ فِيها، ونَبَّه على أشياءَ غَفَلوُا عنها ولم يُحِيطُوا بها مَعْرفةً، ووجدتُه كبيرًا، فَظَننتُ أَنه قَدْ اسْتَوعب ما يُحْتَاجُ إليه في هذا المعنى، ولم يَدَع بَعْدَه لِمُتَتَبِّعٍ حُكْمًا، ولَمَّا دُعِي به فأجاب (٣) قال لي بعضُ المُتَشاغِلين والمُعْتَنين بهذا العلم: لَقَدْ تَعِب الخَطِيبُ وأَتْعَب، تَعِبَ (٤) بما جَمَعه، وأَتْعَب مَنْ أَراد أن يَعْرِفَ الحَقِيقَة في اسم؛ لأنه يحتاج أن يطلبه في كتاب الدارقطني، فإن لم يجده، ففي كِتَابَي عبدِ الغني، فإن لم يجده ففي كتاب الخطيب، ثم يَحتاج أن يُفَسِّر طَبقاتِه أيضًا فَيمضي زَمانه ضَياعًا، ويصير ما أُرِيدَ مِنْ إرشادِه تَضْليلًا، فلو أنك جمعت شَمل هذه الكتب وجعلتها كتابًا واحدًا، حُزتَ الثَوابَ ويَسَّرت (٥) على مُبتَغِي العِلم الطِلَاب، ورَاجَعَني في ذلك مُرَاجعةً تَحَرَّمتُ (٦) لها، وأوجبتُ له فيها رِعايةً لِحَقِّه، ورغبةً في مساعدته، واغْتِنامًا للأجر في إفادة مُسترشِدٍ (٧) وتَعليم جَاهلٍ، ومعرفةِ طَالبٍ.

وبدأتُ بالنظر في كتاب الخطيب، فوجدته يذكُر في أوله: أنه قد جَمَع فيه مِنْ (٨) مُؤتَلِف أسماء الرواة وأنسَابهم ومُخْتَلِفِها، ومِمَّا تَتضمَّن كتب أصحاب


(١) يعني: «المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف»، وقد صدر بتحقيقي، عن الدار العُمَرية ومكتبة الذَخائر- القاهرة.
(٢) في المطبوعة (معرفًا) وما أثبته الأقرب في قراءة الكلمة من المخطوط.
(٣) يعني: الموت، ولعلها ولما دعاه ربه فأجاب، ومن هنا بداية نسخة تشستربيتي «ش».
(٤) في المطبوعة (وتعب).
(٥) في «ف» (نثرت) والمثبت من «ش».
(٦) في «ش» (تحريت) والمثبت من «ف».
(٧) في المطبوعة (مسترشده).
(٨) كلمة (من) ليست في «ش».

<<  <   >  >>