للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

طَالبِه وبَيَّنتُ الحُجَّة على ما ذكرته، والدليلَ عَلى ما أوردته، واعتمدت الإيجاز والاختصار، ولم أَسُق (١) الطُرَق، وأُكْثِر بِتَكرير الأسَانِيد، وتركت أغلاط الخطيب (٢) في تراجم أبواب حَكَاها عن الشَيخَين وَهِم عَلَيهما، أو على أحدهما فيها، ورتبها على غير ما رَتَّبَاه؛ تَركًا للمضايقة، ولأن ذلك مما لا يَضُر طالبَ العِلم جَهْلُه، ولا يَنفعه اسْتِفَادتُه.

ويَعلمُ اللهُ تَعالى أن قَصْدِي فيه تَبصير المُسترشِد وإرشَاد الحَائر (٣) وتيسير الطرق على حافظي شَريعة الإسلام، وتَقريب البَعِيد على ناقلي سنن الأحكام، وهو بقدرته ولُطْفِه لا يُضِيع أَجرَ مَنْ أَحْسَن عَملًا، إنه جواد كريم رؤوف رحيم. (٤)


(١) في «ف» (أشق)، وهو تصحيف لا معنى له، والمثبت من «ش».
(٢) قوله: (وتركت أغلاط الخطيب) في «ف» (وتركت أغلاطا للخطيب والمثبت من «ش».
(٣) في «ف» (الحائد)، والمثبت من «ش».
(٤) قال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي: «وبلغ أبا بكر الخطيبَ أن ابن ماكولا أخذ عليه في كتابه «المؤتنف»، وصنّف في ذلك تصنيفًا، وحضر عنده ابنُ ماكولا وسأله الخطيب عن ذلك، فأنكره ولم يُقِرّ به، وقال: يَنْسُبُني الناس إلى ما لست أُحسنه مِنْ الصَنعة، واجتهد الشيخ أبو بكر أن يعترف بذلك، وحكى له ما كان من عبد الغني بن سعيد في تتبعه أوهام الحاكم أبي عبد الله في «كتاب المدخل» وحكايات عدة من هذا المعنى وقال: أرني إياه، فإن يكن صوابًا استفدته منك، ولا أذكره إلا عنك، فأصرَّ على الإنكار وقال: لم يخطر هذا ببالي قط، ولم أبلغ هذه الدرجة أو كما قال، فلما مات الخطيب أظهر كتابه وهو الذي سماه «كتاب تهذيب مستمر الأوهام على ذوي التمني والأحلام أبي الحسن الدارقطني وأبي بكر أحمد بن علي الخطيب» وهو في عشرة أجزاء لطاف.
ينظر: «معجم الأدباء» لياقوت (٥/ ١٩٩٠).

<<  <   >  >>