للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخطيب فيها إلا الأسماء دون الألفاظ.

قلنا: هذه دعوى باطلة، وقد قَدَّمنا القَولَ أنه يَلْزَمه أَنْ يُورِدَ الزِيَادَة على ما ذكره المَزِيدُ عَلَيه بشرطه، وعلى أن هذا القول الثَاني يَبْطُلُ رَأْسًا؛ لأن الخَطِيبَ قَدْ زَادَ عَلى الدَارقُطْني في الألفاظ دون الأسماء، فقال في باب حُزُقَّة وحُرْفَة وما معهما (١): ذكر أبو الحسن هذا الباب (٢) فقال فيه: وأَمَّا حُزُقَّة فَذِكْرُه في حَديثٍ يُرْوَى: «ولَعِبْنَا الحُزُقَّة». ذكره يحيى بن معين (٣).

قال الخطيب: قلت: وكَان الأَوْلَى بِأبي الحَسَن أن يَذْكُر في هذا الباب حَدِيثَ رسولِ الله ورَوَى عن أبي نُعَيْم، عن الطَبراني، عن عَبْدان بن محمد المَرْوَزِي، عن قُتَيْبة بن سَعِيد، عن حَاتِم بن إسْمَاعِيل، عن معاوية بن (٤) أبي مُزَرِّد (٥)، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: سَمِعت أُذُنَاي وأَبْصَرَت عَيْنَاي هَاتَان رَسولَ الله وهو آخِذٌ بِكَفَّيْه جَمِيعًا -يعني حَسَنًا أو حُسَيْنًا- وقَدَماه عَلى قَدَمَي رَسولِ اللهِ ، وهو يَقُول: «حُزُقَّة حُزُقَّة تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّة». وذكر الحديث (٦).

قلت: فَقد اسْتَدْرَك عَلَيه في اللفظ بلفظ مثله، لا بِاسم فَبَطَل مَا ادَّعَاه المُعَارِض عَنه بِكُل حَال، وكان يَلزَمُه أن يُخْرِجَ بَقِيَّة الأَلْفَاظ التي أَخَلَّ الدَارَقُطْني بذكرها؛ إذ كَان قد شَرَط أَنْ يَسْتَدْرِكَ مَا أَخَلَّ به، وقد استدرك عليه البَعضَ منها والله تعالى الموفِّق.


(١) «المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف» (١/ ٢٤٩).
(٢) «المؤتلف والمختلف» للدارقطني (٢/ ٨١٩).
(٣) «التاريخ -رواية الدوري-» (٤/ ٢٩٦).
(٤) في «ش»: (عن) وهو خطأ.
(٥) في «ف»: (مزود) وهو خطأ.
(٦) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٢٦٥٣).

<<  <   >  >>