يا وحيدا وافيته بمديح ... ذي خصوص وفي ثناه شمول
بطء مدحي ما كان إلا لأمر ... جال فكري به فطال الذهول
وهو أني حاولت وصفا بديعا ... فيك يرضي ففاتني التعجيل
ولأن الأيام قد وعدتني ... بك والدهر بالوعود مطول
وإذا كان ما يراد نفيسا ... فعجيب أن يسرع التحصيل
أنت أعلى من النجوم محلا ... وعسير إلى النجوم الوصول
طال تفتيشي الزمان وقلبي ... بك لا عنك بالسوى مشغول
حزت دون الأنام عرضا عريضا ... أين لي مثله ثناء طويل
وإذا كان ما يحلل عذرا ... واضح النهج يحسن التعليل
إنما كنت في طلابك ليلا ... علقت بالصباح مني الذيول
كنت من صدمة الخطوب جوادا ... أدهما ثم زانني التجحيل
فثنائي على علاك مبين ... إنما للرياض تهدى الهديل
قد مدحت الأنام قبلك لكن ... لا لأمر لي عنك منه بديل
كنت كالكاتب المجرب خطا ... وهواه لخطه التكميل
ويسوغ هنا ذكر أبيات لابن النبيه وهي:
مولاي عندي سقم قد برى جسدي ... وكيف ينهض من قصت قوائمه
قالوا تأخرت والتأخير ينقصني ... من جود من عمت الدنيا مكارمه
لا فارقت ألسن المداح دولته ... واحسن الروض ما غنت حمائمه