هذا الفاضل الذي قد رقى للمعالي وراق، وملأ بمعارفه وكمالاته صحائف الأوراق. فهو إلى رتبة البدر صاعد، وإلى الهطل مع السحاب متواعد. قد بذل على تخته الأدب من نقده، ونثر على صفحات الكمال من نفيس عقده، فهو صاحب المواهب الذي انتهت إليه الرغائب.
بفضله شهدت أعداؤه أبدا ... وكيف لا وهو معروف ومشهور
ففي العطا سحب تربو مواهبه ... وفي السطا أسد بالبأس مذكور
عنوان كتاب المعالي، وفهرست مجامع الكمال. له يفرض الفضل ويسجل، وعلى أدبه يختم الطلب ويعدل. ومن تقدمه بالنسبة إليه هباب، وهو في الفقه والفضائل سحاب، عقد الرئاسة للمنظوم، وكوكب النفاسة الذي أشرقت بأنواره العلوم.
مشرق الفضل ومغربه، ومقصد الأدب ومطلبه، ومطلع الشرف ومنبعه. ومنار العلا وموضعه، أوحد الكبراء، وأجمل الفضلاء.
ذو النظم العربي الفائق، والنثر المسكي الرائق. إذ هو حديقة بلاغة زهت مروجها وسماء مكارم أغارت نجوم بروجها، وقلعة