للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليم الواعظ (١)

الفاضل سليم الواعظ، الذي فاق بأدبه المعري والجاحظ.

ذو الطبع السليم، والفضل الجسيم. والمعارف الرائعة، والظرائف اليانعة. والمحاسن الجليلة، والكمالات الجزيلة. حامل لواء العلوم حافظ بدائع المنثور والمنظوم. أثبت وقيد، وروى وأسند، وصنف وجلد. وباهى الشهب والنجوم، وزين تيجان المعارف والعلوم.

فأظهر بفضله العجائب، وسطر بكماله البديع من الغرائب.

فقد أوجز وأطنب، وأجمل وأسهب، وأبدع وأغرب، وفصص وذهب. ونظم فأجاد، وملأ بمعارفه التلول والوهاد.

يضاهي مجده هام الثريا ... ويحكي فضله لبنات نعش

له نظم قريض يحاكي الضرب في مذاقه، وبديع تشبيب يستهزى باللآلي عند اتساقه. لو تنبه ابن النبيه (٢) لنظامه،


(١) ترجم له صاحب منهل الاولياء (١: ٢٧٣) فقال: «الشيخ سليم الواعظ: كان عالما فقيها، محدثا مفسرا، بليغ الوعظ، طيب المحادثة، لطيف المناقشة، مقدما عند الوزير الكبير الحاج حسين باشا الجليلي. وكان يدرس العلوم كلها. وله يد طولى في العلوم المغربية مثل الجفر والزيج والحساب والاسطرلاب.
مات في نيف وستين بعد المائة والالف». ثم ذكر من شعره سبعة أبيات من قصيدته اللامية في مدح ياسين المفتي التي ذكرها صاحب الروض.
وكان يجيز في مختلف العلوم وممن اجازهم الشيخ فتح المتولى الذي سيترجم له المؤلف فعنده اجازة برواية الحديث عن الشيخ سليم الواعظ.
وقد ترجم له ايضا صاحب كتاب «العلم السامي».
(٢) هو علي بن محمد بن يوسف، ابو الحسن، كمال الدين ابن النبيه، شاعر، أديب، منشئ من اهل مصر، مدح الايوبيين، وتولى ديوان الانشاء للملك الأشرف موسى. ورحل الى نصيبين، فسكنها وتوفي بها سنة تسع عشرة وستمائة. له ديوان شعر صغير مطبوع انتقاه من مجموع شعره

<<  <  ج: ص:  >  >>