هذا الذي آتاه الله كتاب الأدب، وجعله شامة في وجه ذلك النسب. شرف الأدب وفخره، وبحر الكمال الذي لا يدخل مد إلى بحره، قد أصبح للفضل نحراً وجيداً، وأضحى في فضائل الأدب عقداً نضيدا. فهو روض العلم الذي أينعت أزهاره، وبحر الفضل الذي نبعت أشطاره.
جد في تحصيل العلم وطلبه، وخلص زيوفه من ابريزه وذهبه وله فيه اليد البيضاء، والراحة الرحباء. إلا أنه لم يشتغل بالتدريس كأسلافه الأعلام. ولم يكن له في تعاطيه كثرة جهد واهتمام لكن العلم نزيلهم، والفضل فصيلهم.
كلهم أبحر لعلم وفضل ... وكمال ومنحة وجلال
هم أولو الفضل والمعارف طراً ... سادوا كل الورى بكل كمال