للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو بكر وابنه إسماعيل

فمن جملة أدبائها أبو بكر وابنه إسماعيل هما فرسا رهان، وعقدا جمان، وفرقدا سماء، وقمرا ضياء، ونجما سناء، وعمودا خباء، وعينا انسان، وانسانا بيان، قد جمعا لكل فضيلة، واختصا بكل جميلة. فهما أمة أدب، يوهمان لا نشائهما الضرب. وكلاهما القند، يفوح منه العرار والرند. فكم حكم بأمرهما مقطوع، وكم معجز من لفظهما مسموع وكم صك بختمهما مرسوم، وكم سجل برسمهما مختوم.

مرجعا أدب وإعجاز، وملاذا إطناب وإيجاز. وموضعا فضائل وكمال، وموقعا فواضل ومعال. فاقا بكل كمال وأدب، ولبسا برود فضائل تريك العجب فناديهما مربع المعارف، ومرتع النوادر من اللطائف.

هم كعبة وبنو الآمال تحذهما ... وهم مطاف لأهل الفضل والأدب

لي معهما مزيد إخلاص، ومديد اختصاص، وحبل من الود لا يفل. وكثرة حب وصفو لا يمل. لا زالا بدري أدب، وسحابي طرب، وكعبة أرب، ينسلون إليها من كل حدب.

<<  <  ج: ص:  >  >>