أما هذا البيت فهو سماء فضل من الفضائل أعماده، وخيام علم قد دقت على سطح المجرة أوتاده، وكرسي كمال نصب على عرش الأعجاز والفصاحة، وسند معال وضع على نقش الإعزاز والرجاحة. فمنه انتشرت أصناف الأدب والفضائل، وعنه أخذت أنواع الفرائد من المسائل.
رضيعهم نتيجة مقدمة الفضل والعرفان، وفطيمهم زهرة سماء الفهم والإذعان. وكل منهم علامة زمانه، وفهامة وقته وأوانه.
يود البدر ان يرمق ثراهم وتطلب الشمس أن تكون في ضيافتهم وقراهم.
ملئوا الأقطار في تصنيفاتهم وتعليقاتهم، والأمصار في تحقيقاتهم وتدقيقاتهم. فكل مفرد منهم من أفراد العلم الكبار، وكل شخص منهم حسنة من حسنات الآثار والأخبار. فاقتحموا على العذراء رواقها، وقصموا على الجوزاء نطاقها:
نجوم سماء الأرض أن يدج ليلها ... يدر بهم أبراجها فلك السعد