قرأ على شيوخ الموصل مثل ملا حسن بن غيدا، وحيدر بن قرة بيك، وملا اسماعيل بن ابى جحش والشيخ عبد الله المدرس والعلامة صبغة الله، وملا سليم الواعظ، وتخرج بهم. فمهر في العلوم العربية والفنون الادبية. وبهر العقول بمهارته في المسائل الحكمية. وتفرد في وقته باستنباط المسائل عن ادلتها الاجمالية والتفصيلية. قرأت عليه آداب البحث والمناظرة، وشرح الشمسية، والمطول، ومختصر ابن الحاجب، والتوضيح وشرح الهداية الفقهية، ومير حسين، وحاشية الدري، وشرح النسفية للعلامة التفتازاني والخيالي، ورسالة الحساب للبهائي. وكتت قد قرأتها على الشيخ عيسى بن صبغة الله في بغداد. وقرأت ديباجة ملا جلال الدواني على والده، ولم يتوفق لي المكث في بغداد، ولم تطل مدة اقامتي عنده، فرجعت الى الموصل فقرأت على شيخنا المذكور الحساب، واشكال التأسيس، وشرح الدواني وشرح الملخص وشرح الفرائض وغيرها، وانتفعت به، وكذلك انتفع به خلق كثير وتخرج به رجال تصدروا للتدريس. وأجازني سنة ست وثمانين ومائة والف قبل وفاته بأشهر قليلة وكان في اول امره فقيرا، مشغولا بالكسب، فاستدعاه علي العمري المفتي وامره بمقابلة القسطلاني، ورتب له كل يوم نصف درهم، مع القيام بلوازمه، ومن ثم ترك الكسب واشتغل اشتغالا كليا. ثم استدعاه يحيى بن مصطفى بن ابراهيم بن عبد الجليل فجعل يقرأ عليه، فانتفع كل بصاحبه، شيخنا بذهبه، ويحيى بأدبه. وصار له اتصال بخدمة المرحوم محمد أمين باشا فولاه مدرسة جامعه الجديد. فكان يسأله الاسئلة الغامضة وهو يحسن في الجواب، ويقرب من فهمه الخطاب عليها. فالتزم علمي الفروع والاصول، واكب عليهما حتى مهر فيهما. وله حواشي وتعليقات، وبديعيات لطيفة. واشعاره كلها حسنة. وله قصيدة سلك فيها منهاج عنوان الشرف، وله نوادر كثيرة. وكان يعتكف في رمضان كله. وبالجملة فلم يكن له في عصره من يماثله من ابناء عصره» ثم اورد له قطعة من الشعر جيمية وقال بعدها: «مات في الطاعون شهيدا حميدا سنة ست وثمانين (بعد المائة والالف)».