منكب هذا البيت العالي. وكوكبه المضىء المتلالي، مربع الزهد المريع، ومنبع الفضل المنيع. المتسلق إلى الفضل بأقدامه، والواصل إلى نهاية الفصاحة باهتمامه. فهو مقر الجلالة، ومنزل البسالة، ومجر ذيول المناقب، ومجرى سيول المآرب، ومحل الكمال، ومحمل الأفضال، ومعرف الواقفين، وموقف العارفين، وقبلة المقبلين، وموئل المؤملين. فائض البركات، كثير الحسنات.
أزهد أهل بيته، وأتقى من حيه وميته.
قد عمت بميامنه المساجد، وأشرقت بمحاسنه المعابد. فهر سراجهم الذي فيه ابتهاجهم. وهو صباح صلاحهم، وجناح نجاحهم، ونشر انشراحهم وعظيم قدرهم، ونظام أمرهم. وحسسن ذكرهم، وأمن ذعرهم الذي اهتزت بمعاطفه العلوم، واعتزت بمعارفه
(١) كان مفتي الحنفية ببغداد ترجم له ابراهيم فصيح الحيدري في (عنوان المجد ص ١٣٠) فقال «للعلامة الفهامة جامع المنقول والمعقول المرشد الشريف مولانا عبيد الله الحيدري مفتي الحنفية ببغداد آثار عجيبة في كل فن. وله نظم ونثر عجيب رائق فائق، وكان يدرس العلوم النقلية والعقلية في اثناء الفتوى، ولا يتكلف لذلك، وكان مرشدا في الطريقة النقشبندية العلية وهو أول خليفة لمولانا خالد (النقشبندي) من خلفاء بغداد ... توفي في طاعون بغداد».