[هذا المطلب في رجال الروم وبلغائهم وصناديد معاهدهم وفصائحهم]
فإن الروم أجم الفصاحة، ومروج المعالي والسماحة. وكل أهل الفضل من هؤلاء الرجال وجميع أرباب الكمال على كمالهم عيال. فدار ملكهم الأسمى. وهي القسطنطينية العظمى، شامة البلدان. التي لم يطمثها قبلهم انس ولا جان، حديقة الفضائل والآداب، وجنة المكارم والأطياب. جنة الدنيا والدين، ومطاف الرجال الملبين. نزهة الزمان، وسدة الأمان، كعبة الوافدين. وقبلة الرافدين سحابة الكرم. ووسادة الهمم.