للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد أمين باشا الجليلي (١)

ونجله الذي ألفنا الكتاب بجنابه، وعنونا الدفاتر بسامي ألقابه.

حضرة والي الحدباء، الذي باهت به الأرض والسماء. محمد أمين باشا، أناله الله ما يشا.


(١) هو الولد الثاني لحسين باشا الجليلي فقد انجب هذا خمسة أولاد: أكبرهم مراد باشا وقد توفي قبل والده باثنتي عشرة سنة، وكان عمره يوم وفاته اثنتين وثلاثين سنة. ثم: محمد امين باشا، وسعد الله بك وأسعد بك، وحسن بك.
ولد محمد امين باشا سنة ١١٣٢ هـ وقد نشأ شجاعا جريء القلب اشترك مع والده سنة ١١٥٦ في دفع الطاغية نادر شاه عن الموصل. ووجهه والده الى الآستانة في تلك السنة لينقل الى السلطان انباء هذا الفتح وصحبه في رحلته مؤلف الروض. وقد وجهت اليه في تلك السنة رتبة الميرميرانية. وبقى بهذه الرتبة حتى سنة ١١٦٦ هـ. وفي تلك السنة صحب سليمان باشا والي بغداد، في حملته على سنجار، فاظهر في تلك الحملة شجاعة نادرة وحسن تدبير، وبذل من خالص أمواله أموالا جسيمة، وساعد سليمان باشا مساعدة جعلته يطلب الى السلطان أن يوليه الموصل. فاستجيب طلبه. وأنعم عليه السلطان بمنصب الموصل وهو يومئذ ميرميران.
وكان والده حينئذ واليا على ولاية قارص في الأناظول. فحكم الموصل سنتين ثم عزل عنها. ثم تولاها سنة ١١٦٩ ثانية ثم عزل عنها في نفس السنة.
ولما تولى والده ولاية كوتاهية بالاناظول، سار اليه، وبقي مع والده، يدور معه في ولايات الروم ثم حلب، ولما اعيد والده الى الموصل سنة ١١٧١ عاد معه، وتوفي والده في تلك السنة. عهد بولايتها اليه.
وهي ثالث مرة يتولاها. واستمر فيها حتى سنة ١١٧٣ فعزل عنها، ثم اعيدت اليه في نفس السنة ثم أعيد اليها سنة ١١٧٤ وهي خامس مرة يتولاها، واستمر واليا عليها ثماني سنين.
وفي سنة ١١٨١ أنعم عليه السلطان برتبة الوزارة، وبقى وزيرا حاكما للموصل سنة واحدة، ثم عزل عنها. وتولى منصب ولاية ديار بكر.
واقام بديار بكر ستة أشهر. عهد اليه بعدها أن يتوجه لرد غزو الروس لرومانيا وكانت تابعة للدولة العثمانية حينذاك. وقد سجل علي بن علي العمري قصة جهاده في قصيدة طويلة مطلعها:
ألا عاطني الأقداح من زهرة العمر ... ودعني من زيد يقول من عمرو
وفي شهر جمادى من سنة ١١٨٤ كان محمد امين باشا في مدينة على نهر الدنيستر فحاصرها الروس واستطاعوا أن يقتحموا سورها، فوقع محمد أمين باشا اسيرا بيدهم. ومكث في الأسر خمس سنين. حتى صار الصلح بين السلطان والافرنج، عاد من الاسر الى استانبول سنة ١١٨٩ هـ. وقد قوبل باستانبول-

<<  <  ج: ص:  >  >>