للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان يبدي الود والمخادنة ... بعد انعقاد الصلح والمهادنة

معاهداً شخصاً إليه أرسلا ... من صوب والينا على أن يرحلا

ونحن طائفون عاكفونا ... في السور حاضرون حاذرونا

إذ لم نكن نأمن بالمعاهدة ... بطشته مخافة المعاودة

أقام في ديارنا أياما ... ثم نوى النهضة والقياما

فغاب مع عسكره المشئوم ... فاصبح النادر كالمعدوم

وغاب الاعجمون أجمعونا ... وانطلقوا وهم يسارعونا

صالوا فصالحوا فولوا الدبر ... «وكل شيء فعلوه في الزبر» (١)

***

هذا والله جزيل الشكر ... على النجاة واندفاع الشر

ثم من الصلاة أزكاها على ... جد الذين حوصروا في كربلا

محمد وآله الدعاة ... إلى الهدى وصحبه الغزاة (٢)

ما اشتدت الفتنة والمخاصمة ... وامتدت الهدنة والمسالمة

والحاصل هممه في تلك الوقائع لا تنكر، وسعيه في تلك المعامع لا يحصر. فالله يبقيه ومن كل مكروه يقيه. فانه عماد الدين، وركن الإسلام القوي المتين.


(١) سورة القمر آية: ٥٢.
(٢) في الاصول: الغرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>