للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو بكر الكاتب (١)

أحد شيوخ الفصاحة، وواحد الكمال والرجاحة، بحر الكمالات والمعارف. لجة المحسنات من الأدب واللطائف. آية الفصاحة والإعجاز، ثمر أغصان الحقيقة والمجاز، صاحب الأوصاف العطرة، والآداب المشتهرة، والسوانح المبرورة، والموائح الموفورة.

ينفث قلمه السحر، ويقذف لسانه النور للزهر. يقصر كل مخبر عن خبره، ويعجز عن استقصاء فضله وأثره، تهادته الموانح،


(١) ترجم له محمد امين العمري في منهل الاولياء (١: ٢٩٨) فقال: الشيخ ابو بكر الكاتب بالحضرة الجرجيسية على ساكنها التحية. كان أديبا شاعرا ماهرا. لطيف المحاضرة، حسن المعاشرة، خدم ارباب السلوك، واصحاب الطرائق. وكان له نوع اطلاع على بعض الفنون. ومدح أرباب المراتب السامية بقصائد لطيفة، واشعار منيفة.» وذكر له أبياتا في مدح عثمان العمري حين قدم من الروم ليلة العيد.
ثم قال «مات سنة اربع وستين ومائة والف. وقد شاخ وفات الثمانين.»
وترجم له الغلامي في شمامة العنبر (٢٥٩ - ٢٦٤) فقال: «أبو بكر الكاتب ابن ابراهيم: شيخ عاصرنا فعصر سلاف الادب نقيا لم تمسسه يد الانتحال، ولكنه قبلنا نظم ونثر ... ارتوى من طلب العلم ونحن نلعب مع الاطفال، واكتال من تقرير شيخنا الوالد الغلامي باوفي مكيال. فبرزت كلماته الطيبة كسوالف المليحة وأثوابها مرونقة مطيبة. ومعانيها وملحه كاراح مسكرة محببة. شعره بثوب الفصاحة والبلاغة تدرع وتدرب ... كاتب جرى له القلم في خدمة كتابة نبي الله جرجيس عليه السلام. وسمح له طبعه بنظم فرائد الأدب العزيز النفيس فكان في الحالتين من الكرام الكاتبين ... رأيت له كل ملحة شعر كنفحة سحر، قد جرت ذيولها متبخترة على أبناء العصر، كجر ذيل الصبا على الروضة الغناء، أو ذيول الغانيات في ملاعب الأحياء. وشبب بشبابه قلمه فارقص القلوب رقص الراح بالزجاجيات اذا اخذها المستعجل في نهب المسرات. فغطى ملاحة أقرانه يراع تقولها الأسماع الواعيات. قد جاءنا من الزمر ما غطى على النايات.
رأيته في المدح قد نظم في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم لؤلؤا منضدا. فكدت أذوب حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ما افرغت شعري في مدح احمد، ولسوف اعود باقي العمر الى مدحه ان شاء الله تعالى والعود أحمد.
ثم ذكر له قصائد:

<<  <  ج: ص:  >  >>