للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عبد الله سفير الروم]

قمر تشرق من غرره الأنوار، ونور تسطع من جبهته الأقمار، وأديب تستنبط من أحاديثه الأسحار. ان نفث فالسحر الحلال، أو سجع فسمط اللآل. رقى من حضيض المعارف إلى أوج الفصاحة، وصعد في سلم النوال إلى سماء السماحة، وسقى المسامع كئوس أدب ترقص القلوب، وتطرب بشربها نفوس أرباب البلاغة طرب الأوراق بالهبوب، حتى غدا بلبل دوحة الكمال الزاهية، وعندليب روضة المعالي الزاهرة الباهية. فكل أدب ينسب إلى جنابه، وكل معرفة تسند إلى أبوابه.

رقى إلى منار العلوم، فعمر ربع المنثور والمنظوم. له فنون تربو على الحصر، وفضائل قد نطق بسموها لسان الدهر. ملك المجد كابراً عن كابر. وصعد إلى سلالم من الفضل والمنابر، فغدا بحر أدب ومعارف ماله آخر.

يفوق على البحر الخضم بعلمه ... ويرجح في الحكم الجبال الرواسيا

يسابق أجياد الرياح إلى العلا ... ويفضح جدوى راحتيه الغواديا

رأيته في سفارته إلى نادر شاه إيران، وقد أضافني، وإلى بحره الطامي فضلا منه نعتني وأضافني. فأبصرت منه فضائل كالشمس

<<  <  ج: ص:  >  >>